الاثنين 09 ديسمبر 2024 | 07:40 مساءً
قوات الاحتلال الاسرئيلي
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إنهاء العمل باتفاق "فض الاشتباك" لعام 1974 بين سوريا وإسرائيل، واحتلال المنطقة العازلة المحاذية للجولان السوري المحتل، بذريعة "منع التهديدات الأمنية"، في خطوة تحمل تصعيدًا استراتيجيًا. هذا القرار جاء بالتزامن مع غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية استراتيجية داخل الأراضي السورية، منها قاعدة جوية وحي المزة في دمشق، ما يعكس رغبة إسرائيلية في فرض قواعد جديدة للتعامل مع الواقع السوري بعد إسقاط نظام بشار الأسد.
تصعيد عسكري واحتلال للمنطقة العازلة
صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارة له إلى الجولان المحتل، بأن سقوط نظام الأسد يمثل "فرصة تاريخية" لإسرائيل، لكنه حذر من المخاطر المحيطة. وأصدر تعليماته للجيش بالسيطرة على المنطقة العازلة والمواقع المحيطة بها.
وقال نتنياهو: "لن نسمح لأي قوة معادية بالتمركز على حدودنا". وأكد الجيش الإسرائيلي انتشار قواته في المنطقة العازلة "لحماية الحدود ومنع دخول مسلحين"، وسط تعزيزات عسكرية شملت دبابات وعمليات انتشار واسعة.
رسائل إلى النظام الجديد في دمشق
رافق التصعيد العسكري تصريحات رسمية شددت على أهداف التحرك الإسرائيلي، أبرزها قطع الإمدادات العسكرية عن حزب الله ومراقبة النفوذ الإيراني في المنطقة. وأشار رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هاليفي إلى أن الجيش وضع خططًا هجومية ودفاعية للتعامل مع مختلف السيناريوهات، مؤكدًا أن الأولوية هي مراقبة التحركات الإيرانية والعناصر المسلحة المحلية التي تسيطر على المناطق المحاذية.
تفكيك اتفاق دام 50 عامًا
يُعد هذا التحرك الإسرائيلي نقضًا لاتفاق "فض الاشتباك" الموقّع عام 1974، الذي أنشأ منطقة عازلة بعمق 75 كيلومترًا على الحدود بين سوريا وإسرائيل، وحظر دخول القوات العسكرية إليها. وأثار هذا القرار جدلًا دوليًا حول تداعياته على أمن المنطقة ومستقبل التوازنات العسكرية.
خطط هجومية واستعداد للتصعيد
فيما التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت الرسمي وفرضت قيودًا على تصريحات الوزراء، برزت دعوات من داخل حزب "الليكود" لاحتلال كامل القمم الشرقية لجبل الشيخ في الأراضي السورية. وأكد الناطق باسم الجيش أن جميع الخطط الهجومية والدفاعية أصبحت جاهزة للتنفيذ، مشددًا على أن إسرائيل لن تتهاون مع أي تهديد قد ينبع من الأراضي السورية.
رؤية إسرائيل للنظام الجديد
أفادت مصادر إسرائيلية بأن النشاط العسكري الحالي يحمل رسالة إلى القيادات السورية الجديدة، مفادها أن إسرائيل قد تقبل بالنظام الجديد، لكن وفق شروط صارمة تضمن الالتزام بـ"القواعد الإسرائيلية".
بهذا التصعيد، ترسم إسرائيل معادلة جديدة في الجولان، تستعرض فيها قوتها العسكرية والسياسية، فيما تبقى التداعيات الإقليمية لهذا التحرك رهن التفاعلات الدولية والموقف السوري من هذا التحدي الخطير.
اقرأ ايضا