اقرأ في هذا المقال
- مصر تتحول تدريجيًا من استعمال الغاز المسال إلى زيت الوقود في توليد الكهرباء
- تراجع الطلب المحلي على الغاز المسال في مصر
- أسعار الغاز المسال ترتفع عالميًا
- طرحت مصر مناقصة لاستيراد 20 شحنة غاز مسال في الربع الرابع
- تكثّف مصر مساعيها منذ الصيف الماضي لتأمين وارداتها من الطاقة
شهدت واردات مصر من الغاز المسال إعادة جدولة أو حتى إلغاء خلال الربع الرابع من العام الجاري، وذلك حسب بيانات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
جاء ذلك في ظل هبوط الطلب المحلي، خاصة من جانب قطاع الكهرباء، إلى جانب زيادة أسعار الغاز المسال عالميًا مع انخفاض درجات الحرارة في آسيا وأوروبا.
وشجّعت تلك الظروف الحاصلة في سوق الغاز المسال المصرية إلى تحول القاهرة تدريجيًا من استعمال هذا الوقود في محطات الطاقة، إلى زيت الوقود، من أجل سد الطلب المحلي المتنامي على الكهرباء.
ومنذ بداية صيف 2024، تسرع مصر وتيرة التعاقدات على شراء شحنات الغاز لمواجهة معضلة تراجع الإنتاج ومواكبة الطلب المحلي المتنامي؛ إذ طرحت منذ يونيو/حزيران الماضي 5 مناقصات بإجمالي 65 شحنة، تعاقدت على 45 منها حتى شهر أكتوبر/تشرين الأول (2024).
تأخيرات وإلغاءات
تُعزى تأخيرات أو إلغاءات شحنات الغاز المسال، إلى ضعف الطلب المحلي في مصر، بالإضافة إلى تراجع إنتاج الغاز وارتفاع الأسعار، وفق منصة إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.
وانخفض إنتاج مصر من الغاز الطبيعي على أساس سنوي بواقع 5.33 مليار متر مكعب، تراجعًا إلى 30.19 مليار متر مكعب خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى يوليو/تموز 2024، نظير 35.53 مليار متر مكعب في المدة المقارنة من 2023، وفق أحدث البيانات المتاحة لدى منصة الطاقة المتخصصة.
واستغنت مصر عن الكثير من شحنات الغاز الطبيعي المسال، في أعقاب انخفاض الطلب المحلي على تبريد المباني السكنية والتجارية خلال فصل الشتاء، إلى جانب هبوط الطلب من الصناعات المحلية مثل مصانع الأسمدة والبتروكيماويات.
إلى جانب ذلك دفع تصاعد المخاطر الجيوسياسية العالمية والمخاطر ذات الصلة بالمعروض التي ترفع بدورها أسعار الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال في أوروبا، مصر إلى تعزيز مشترياتها من زيت الوقود مقارنة بالغاز المسال.
وقال المحلل في "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" مهرون إيتباري، إن الطلب على الغاز في مصر ظل تحت السيطرة في السابق من خلال زيادة استبدال النفط بالغاز لتوليد الكهرباء في أواخر عام 2021 وأوائل عام 2023، عندما قفزت الأسعار الفورية للغاز الطبيعي المسال لتسجل مستويات أعلى من أسعار زيت الوقود.
زيت الوقود بديلًا
لجأت مصر إلى إعادة جدولة أو حتى إلغاء شحنات الغاز الطبيعي المسال خلال الربع الرابع من عام 2024، بدعم من هبوط الطلب المحلي وزيادة الأسعار، معتمدة على استيراد زيت الوقود.
وقالت "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس": إن "مصر تستورد زيت الوقود بدلًا من الغاز.. الواقع أن الطلب منخفض على الغاز المسال، لكن زيت الوقود تكلفته أرخص من الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال".
وخلال الأشهر الثلاثة الممتدة إلى ديسمبر/كانون الأول الجاري، طرحت الحكومة المصرية مناقصةً لاستيراد 20 شحنة غاز مسال، بل كان يُتوقع أن تطرح مناقصة لشراء ما يتراوح بين 15 و20 شحنة خلال الربع الأول من عام 2025، لكن لم تتسلم مصر سوى نحو 11 شحنة حتى الآن.
ولامست واردات مصر من الغاز المسال 2.19 مليون طن متري هذا العام، على 23 شحنة، من بينها 20 شحنة استوردتها خلال الربع الثالث وحده.
ورجحت توقعات المحللين شراء مصر شحنة غاز مسال في السوق الفورية في السادس من ديسمبر/كانون الأول، قبل شراء شحنتين إضافيتين في الرابع عشر والثاني والعشرين من الشهر ذاته، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبالفعل وصلت شحنات الغاز المسال الـ3 الأميركية، البالغ حجمها مجتمعة 220 ألف طن متري، إلى القاهرة.
زيت الوقود عالي الكبريت
شهدت سوق المواد الهيدروكربونية في مصر تحولًا في ديناميكيات الطلب، مدفوعة بارتفاع أسعار الغاز والغاز الطبيعي المسال؛ ما يتيح فرصة لإمكان استعمال زيت الوقود عالي الكبريت، لا سيما في توليد الكهرباء.
وتسود توقعات بشأن شروع مصر في استعمال زيت الوقود عالي الكبريت في محطات توليد الكهرباء؛ ما يؤدي إلى زيادة تشديد الأوضاع في السوق.
وتمضي شحنة تبلغ 480 ألفًا و170 طنًا متريًا من زيت الوقود عالي الكبريت في طريقها إلى ميناء بورسعيد شمال شرقي مصر، مع توقعات بوصولها في ديسمبر/كانون الأول الجاري، وفق "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس".
وتكثّف مصر مساعيها منذ الصيف الماضي، لتأمين وارداتها من الطاقة، بما في ذلك زيت الوقود لمواجهة انقطاعات الكهرباء المتكررة، وسط ارتفاع درجات الحرارة، في إطار جهودها لسد الطلب المتزايد المقترن بالنمو السكاني وتراجع إنتاج حقول الغاز، وفي مقدمتها حقل ظهر.
ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- واردات مصر من الغاز المسال حسب الدول المصدّرة في الربع الثالث:
واردات مصر من الغاز المسال في 2024
لامس إجمالي واردات مصر من الغاز المسال منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية سبتمبر/أيلول الماضي 1.42 مليون طن، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة.
وشهد شهر يونيو/حزيران 2024 أول شحنة غاز مسال تستوردها مصر منذ سبتمبر/أيلول 2018، كانت قادمة من إسبانيا، بكمية بلغت 0.07 مليون طن.
وجاءت غالبية واردات مصر من الغاز المسال خلال الربع الثالث من الولايات المتحدة بنسبة 77% من الإجمالي، ثم نيجيريا وإسبانيا وغينيا الاستوائية، بحسب تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الثالث من 2024".
وخلال المدة المذكورة سجل إجمالي واردات البلاد من الغاز المسال الأميركي قرابة 1.04 مليون طن، منها 0.43 مليون طن في شهر يوليو/حزيران الماضي، و0.4 مليون طن في شهر أغسطس/آب، وتراجعت إلى 0.21 مليون طن في سبتمبر/أيلول 2024.
أما واردات مصر من الغاز المسال الآتية من نيجيريا فقد لامست 0.15 مليون طن خلال الربع الثالث من 2024 (خلال شهر سبتمبر/أيلول فقط)، في حين وصل إجمالي واردات الغاز المسال القادم من إسبانيا إلى قرابة 0.08 مليون طن، مقابل 0.07 مليون طن من غينيا الاستوائية.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..