"ما أشبه اليوم بأمس" فما حدث من مشهد التهجير والنزوح في غزة ولبنان الآن يتكرر من جديد في سوريا، التي تشهد صراعاً عسكرياً يزداد لهيباً، يدفع ثمنه المواطن السوري الذي يترك منزله ويتحول إلى غريب في وطنه، حيث اندلعت اشتباكات بين الجيش والفصائل المسلحة بعد أن قامت الأخيرة بشن هجوم مباغت الأسبوع الماضي من إدلب نحو حلب، وسيطرت على كامل المدينة خلال أيام قليلة، ثم دخلت حماة وريف حمص وسط البلاد، إلى أن استطاعت السيطرة على 20 ألف كلم مربع من مساحة سوريا الإجمالية (نحو 185 ألف كلم).
الأمم المتحدة: نزوح 370 ألف شخص منذ بداية التصعيد العسكري في سوريا
الأمم المتحدة كشفت في تقرير لها أن عدد النازحين وصلوا 370 ألف شخص منذ تجدد الحرب الأهلية في سوريا أواخر الشهر الماضي.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحفي في نيويورك إن: "معظم النازحين هم من النساء والأطفال..و عشرات الآلاف لجأوا إلى شمال شرق سوريا".
واصفاً المأساة التي يعيشها المواطن السوري الذي ترك منزله قائلاً:" الآن ينام الناس في الشوارع أو في سياراتهم في درجات حرارة تحت الصفر مع حلول فصل الشتاء".
فيما حذر سامر عبد الجابر، رئيس دائرة التنسيق في حالات الطوارئ والتحليل الاستراتيجي والدبلوماسية الإنسانية لدى الأمم المتحدة، من أن نحو 1.5 مليون شخص من المرجح أن ينزحوا بسبب التصعيد الأخير إذا استمر الوضع الراهن بالوتيرة نفسها.
12.5 مليون سوري بحاجة إلى مساعدات غذائية
وأضاف المسؤول الأممي إن:" الوضع في سوريا وصل إلى نقطة الانهيار في الوقت الحالي، فبعد 13 أو 14 عاما من الصراع، يعاني أكثر من ثلاثة ملايين سوري من انعدام الأمن الغذائي الشديد ولا يستطيعون تحمل تكاليف الغذاء الكافي.. كما أن حوالي 12.9 مليون شخص في سوريا كانوا بحاجة إلى مساعدات غذائية حتى قبل الأزمة الأخيرة".
وأشار إلى إنه الرغم الحاجة الشديدة لمزيد من الدعم، فإن:" التمويل الدولي لخطة الاستجابة الإنسانية في سوريا البالغة 4.1 مليار دولار يواجه أكبر عجز على الإطلاق"، حيث تم استلام أقل من ثلث المبلغ المطلوب لعام 2024 مع قدوم نهاية العام".