سقط ريال مدريد وبظهور سلبي جديد لنجمه كيليان مبابي في فخ الخسارة أمام مضيفه أتلتيك بيلباو، الذي هزمه بهدفين لهدف في المباراة التي جرت بين الفريقين، ضمن الجولة السادسة عشرة من الليغا.
وتقدم الفريق الباسكي بهدف أليكس بيرينغير قبل أن يعادل جود بيلينغهام النتيجة، لكن البديل غوروتوزا تمكن من تسجيل هدف الفوز، بعد خطأ فادح من فيديريكو فالفيردي ليخرج بيلباو بالنقاط الثلاثة من المباراة، والتي شهدت إضاعة كيليان مبابي لركلة جزاء جديدة.
هل هناك خطة للخروج بالكرة؟
فرض أتلتيك بيلباو ضغطًا شرسًا على ريال مدريد، حارمًا إياه من الخروج بالكرة بأمان من مناطقه، فقطع أكثر من كرة خطيرة شنّ بها الفريق عدة هجمات مرتدة، أبرزها تلك التي قُطعت من تمريرة بلا معنى من فران غارسيا، لتُرسل عرضية روضها إينياكي ويليامز ببراعة، قبل أن يمنحها بكعب القدم إلى بيرينغير الذي أضاعها بغرابة شديدة.
نعم بيلباو فريق شرس في الضغط، لكن خطة ريال مدريد لا تفشل في الخروج من الضغط، والسبب بسيط هو أن الأخير لا يمتلك خطة أساسًا في هذا الصدد لتفشل!
لا يوجد نمط معين في مسألة تخلص زملاء مبابي من هذه الكماشة، فكل بناء للعب يحدث بطريقة مختلفة عن اللقطة السابقة، وكأن الارتجال هو سيد الموقف حتى في أول 30 مترًا من الملعب، ما يوضح كم "البلادة" التي بات يتصف بها كارلو أنشيلوتي في هذه النقطة.
على أقل تقدير، صنع بيلباو فرصتين جراء ضغطه الناجح هذا، فحتى مدافع ريال مدريد أسيسنسيو الذي يتمتع بالهدوء كان عاجزًا عن إيجاد حل، فقُطعت منه إحدى الكرات التي صنعت خطورة كبيرة، ولو أن على المدافع الشاب أن يتخذ الحذر بشكل أكبر، إذ كان قريبًا كذلك في مباراة خيتافي من أن تُقطع منه الكرة من زميله السابق في الريال ألفارو، لولا أن صافرة الحكم أنقذت الموقف.
مبابي الغريب
لست من مؤيدي أن يستخدم لاعبو كرة القدم ركلات الجزاء للتخلص من الضغط عليهم، فركلة الجزاء رغم صعوبتها في بعض المواقف المتوترة إلا أنها ليست الوسيلة المناسبة، إذ يعدها الأغلبية مضمونة التسجيل، وبالتالي ما يزال على اللاعب أن يثبت شيئًا حتى إن سجلها.
رغم ذلك، إلا أن تقدّم مبابي لركلة الجزاء في مباراة ليفربول كان طبيعيًّا إلى حدٍ ما، فهو اللاعب الذي اعتاد تسديد الكثير من ركلات الجزاء في مسيرته، وكان واردًا إضاعتها.
الغريب فعلًا هو أن مبابي وهو يحاول استعادة الثقة من جديد في ركلة الجزاء أمام بيلباو، كان أمامه فرصة أسهل كثيرًا بتسديد ركلة أخرى أمام خيتافي، لكن بيلينغهام هو من تقدّم لها ونفّذها بنجاح.
لذلك كان أمرًا في منتهى الغرابة أن نجد مهاجم باريس سان جيرمان السابق هو من يتقدم من جديد للركلة التي كانت تعني عودة "الميرنغي" إلى المباراة، فإذا به يُصر على تسديدها وبنفس الطريقة بالضبط التي سدد بها أمام ليفربول، ليضيع فرصة مهمة على الريال، كما أضاع فرصة سابقة صنعها له رودريغو فسددها ضعيفة في يد الحارس.
حتى أنت يا فالفيردي؟ إذًا فليسقط ريال مدريد
المدهش هو أنه رغم سوء مستوى ريال مدريد في المباراة وأفضلية الباسكيين، إلا أن ريال مدريد كان بإمكانه الفوز بعد تسجيله لهدف التعادل عبر بيلينغهام، فقد توضح أن التوتر والشك قد دبّ في نفوس لاعبي بيلباو، حتى أتى خطأ فادح من فيديريكو فالفيردي، بعدما أطال لاعب الوسط الأوروغواياني الاحتفاظ بالكرة ليخطفها بيلباو ويضعها لاعبه غوروتوزا في الشباك معيدًا التقدم لأصحاب الأرض، ومنذ تلك اللحظة صارت الأمور مستحيلة.
الريال أضاع بذلك فرصة للمحافظة على الصدارة النظرية في انتظار ما سيفعله في الميستايا، وأضاع هدية برشلونة الذهبية بالسقوط أمام لاس بالماس، بل سيكون عليه خوض المزيد من المباريات خارج الأرض أمام جيرونا ورايو فايكانو.