الحكومة الجديدة تشكلت خارج الصندوق السياسي التقليدي

أكد المحلل السياسي اللبناني محمد سعيد الرز أن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نواف سلام يمثل تطورًا بارزًا، حيث إنها أول حكومة منذ 25 عامًا يتم تشكيلها خارج الصندوق السياسي التقليدي الذي اعتادت عليه الطبقة الحاكمة في لبنان.

 

وأضاف، خلال مداخلة ببرنامج “مطروح للنقاش”، وتقدمه الإعلامية مارينا المصري، على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن الحكومة الجديدة تتكون من 24 وزيرًا، جميعهم من أصحاب الاختصاصات العالية، وبعضهم يمتلك معايير دولية، مثل طارق متري وغسان سلامة، اللذين شغلا مناصب في الأمم المتحدة سابقًا. كما لفت إلى أن أغلب الوزراء لا يحملون انتماءً حزبيًا مباشرًا، وإن كان بعضهم قريبًا فكريًا من جهات سياسية معينة.

 

وأشار الرز إلى أن هذه الحكومة تشكلت في 26 يومًا فقط، وهو زمن قياسي مقارنة بالحكومات السابقة التي كانت تستغرق بين 4 إلى 9 أشهر لتأليفها، معتبرًا أن ذلك يمثل بادرة إيجابية للعهد الجديد برئاسة الرئيس جوزيف عون.

 

كما أوضح أن توزيع الحقائب الوزارية راعى التنوع الطائفي في لبنان مع الحرص على اختيار كفاءات مؤهلة، ما يعزز الانسجام داخل الحكومة.

 

وفيما يتعلق بتناغم الوزراء، أشار الرز إلى أن معظمهم خريجو جامعات أمريكية أو الجامعة اليسوعية في لبنان، أو يحملون جنسيات أوروبية وأمريكية، كما أن بعضهم يشارك في محاضرات أكاديمية دولية، مما يعكس مستوىً أكاديميًا رفيعًا.

 

وأكد الرز أن هذه الحكومة تشكلت وفق دستور الطائف، وليس بناءً على اتفاق الدوحة، موضحًا أن اتفاق الطائف لعام 1989 وضع أسس العدالة السياسية في لبنان، وساهم في إنهاء الحرب الأهلية، وهو ما تم التأكيد على الاستمرار في العمل به خلال تشكيل الحكومة الجديدة.