استضافت القاعة الرئيسية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، ندوة بعنوان “الفن والإبداع ومعركة بناء الوعي”، بمشاركة الفنانة حنان مطاوع، والفنان الدكتور أيمن الشيوي، والنائب رامي جلال، والفنان عزوز عادل، وأدارتها النائبة نشوى الشريف.
وافتتحت نشوى الشريف الندوة بالإشارة إلى الحدث الذي شهده معبر رفح يوم الجمعة، حيث توافد المصريون ليؤكدوا رفضهم القاطع لتهجير الفلسطينيين، مشددة على أن مصر لن تكون شريكة في مأساة شعب يُجبر على مغادرة وطنه.
وأوضحت أن تنسيقية شباب الأحزاب كانت حاضرة هناك في رفح، كما أنها موجودة هنا في معرض الكتاب، في إطار دورها التوعوي بالقضايا الإقليمية.
من جانبها، عبّرت الفنانة حنان مطاوع عن سعادتها بالمشاركة في معرض الكتاب، مؤكدة أن مصر ما زالت بخير بفضل تقديرها للثقافة والفنون.
وأشارت مطاوع إلى أن الفن هو مرآة المجتمع التي تعكس الواقع، سواء بإيجابياته أو سلبياته، وهو أداة فعالة في دق ناقوس الخطر عند الحاجة.
القضية الفلسطينية
كما شددت على أن القضية الفلسطينية كانت وستظل في وجدان المصريين، قائلة: “الشعب المصري لن يقبل بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، ولن يسمح بأن يكون مصيرهم خارج وطنهم”.
وحول أبرز التحديات التي تواجه الفن، أوضحت مطاوع أن تحكم رأس المال في الإنتاج الفني يفرض قيودًا على تنوع الأعمال، إلا أن الدولة المصرية بدأت مؤخرًا في التدخل لضبط المشهد الفني وإعادة التوازن.
أما النائب رامي جلال، فتناول أهمية تحديث القوانين المتعلقة بالعمل الثقافي، موضحًا أن هناك حاجة مُلحّة لقانون جديد للملكية الفكرية، وقانون لدعم المثقفين والمبدعين، بالإضافة إلى توفير حوافز ضريبية لأصحاب المشروعات الثقافية. كما اقترح إنشاء صندوق لتمويل الإبداع، إلى جانب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتنفيذ مشاريع ثقافية تعكس التنوع المصري.
بدوره، أكد الفنان الدكتور أيمن الشيوي أن القضية الفلسطينية كانت دائمًا حاضرة في المسرح المصري والعربي، سواء عبر مسارح الجامعات والمدارس أو من خلال الثقافة الجماهيرية.
وأوضح أن المسرح، مقارنة بالسينما والتلفزيون، يتمتع بقدر أكبر من الحرية في تناول القضايا الحساسة، مما جعله أكثر قدرة على التعبير عن القضية الفلسطينية.
وكشف الشيوي عن تقديمه حاليًا لمسرحية “مش روميو وجولييت” التي تناقش العلاقة بين قطبي الأمة، المسلمين والمسيحيين، باعتبارها قضية تمس الأمن الوطني. كما طالب بمنح الفنانين حرية متزنة للإبداع، وزيادة التمويل المخصص للمسرح، وتعزيز التعاون بين القطاعات المعنية مثل الإعلام والثقافة والشباب والرياضة.
من جانبه، شدد الفنان عزوز عادل على أن الفن كان دائمًا العامل الأساسي في تشكيل هوية الشعوب، بدءًا من الرسوم على جدران المعابد وصولًا إلى الأعمال الدرامية الحديثة مثل مسلسل تحت الوصاية ومسلسل مليحة.
رفض تهجير الفلسطينيين
وفي ختام حديثه، أكد عادل دعمه للموقف المصري في رفض تهجير الفلسطينيين، قائلًا: “علينا جميعًا أن نرفع صوتنا: لا للتهجير، فمصر كانت وستظل داعمًا للقضية الفلسطينية”.