خبراء يناقشون “مكافحة القرصنة وإنقاذ حقوق النشر” بمعرض الكتاب

ضمن فعاليات الدورة الـ 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت قاعة “الصالون الثقافي” اليوم الاثنين، الجلسة الثالثة من مؤتمر “مستقبل الملكية الفكرية- التشريعات- التحديات- الفرص”، وجاءت بعنوان “مكافحة القرصنة وإنقاذ حقوق النشر”، بمشاركة الدكتور تامر الشحات، وجاك نيوتن، رئيس قسم حماية المحتوى في اتحاد الناشرين الإنجليزي، والمستشار عمرو شكري، وأدارها الدكتور محمد سمير.
 

القرصنة.. تهديد للاستثمار وصناعة الإبداع

في كلمته، أشار الدكتور محمد سمير إلى أن القرصنة تمثل تحديًا كبيرًا للشركات المنتجة للمحتوى الفني والإبداعي. وقال: “القرصنة تهدد القوى الناعمة لدول كثيرة عبر بث محتوى غير قانوني يضر بالصناعات الإبداعية مثل المسلسلات والأفلام”. كما أشار إلى أمثلة حية، مثل أشخاص يقومون ببث القنوات عبر أجهزة غير مرخصة لتحقيق أرباح من الإعلانات، ما يُلحق خسائر فادحة بالشركات المنتجة.

وأوضح سمير أن البث غير القانوني يتم عبر أقمار صناعية، مما يجعل التصدي له صعبًا، داعيًا إلى تضافر الجهود الرسمية وغير الرسمية لحل هذه الأزمة.

جانب من الندوة 

المشكلة في الفكر المجتمعي وليست التشريعات فقط

الدكتور تامر الشحات أكد أن القرصنة ليست مجرد مشكلة تقنية أو قانونية، بل تمتد إلى الفكر المجتمعي. وقال إن العديد من الأشخاص الذين يقومون بالنسخ غير المشروع لا يشعرون بأنهم يرتكبون خطأ. وأوضح أن الحلول تتطلب تقنيات حديثة مثل التشفير، التوثيق، وتحديد النطاق الجغرافي للأجهزة، مشيرًا إلى أن تلك الأدوات تجعل من الصعب اختراق المحتوى.

وأضاف الشحات أن التحديات القانونية تتزايد مع تطور الذكاء الاصطناعي، حيث أصبح من الصعب تحديد المسؤولية عن المحتوى المقرصن، لا سيما إذا كان جزء منه مُنتجًا باستخدام الذكاء الاصطناعي.

تعاون دولي لمكافحة القرصنة

من جانبه، أكد جاك نيوتن أن القرصنة قضية عالمية تحتاج إلى تعاون دولي. وقال: “هناك تجارب ناجحة في دول مثل إنجلترا، حيث يوجد قسم متخصص في الشرطة لحماية الملكية الفكرية، فضلًا عن دور الإنتربول في مكافحة القرصنة على المستوى الدولي”.

وأشار نيوتن إلى أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص وتبادل الخبرات بين الدول لمواجهة هذا التحدي، مشيدًا بالتعاون الجاري بين اتحاد الناشرين الإنجليزي والمصري.

جانب من ندوة التشريعات وحدها لا تكفي

مصر قادرة على مواجهة القرصنة

المستشار عمرو شكري شدد على أهمية مكافحة القرصنة لما لها من آثار اقتصادية كبيرة، مشيرًا إلى أن حماية الملكية الفكرية يمكن أن تدر دخلًا بالمليارات لمصر. وأكد أن المشكلة تكمن في عدم إسناد الملفات التكنولوجية للمتخصصين، داعيًا إلى تطوير التشريعات الحالية لتواكب التطورات التقنية.

كما دعا شكري إلى تبني سياسات تركز على حماية الإبداع والمبدعين بما يحقق عوائد ضخمة للدولة ويدعم التنمية الثقافية.