أوضح أبو بكر باذيب، رئيس المركز الأوروبي لقياس الرأي، إن ميليشيات الحوثي تعتقد أنها تلاصق القضية الفلسطينية بضربها لإسرائيل، ولكنها تغرق اليمنيين في وحل ومستنقع استهداف للممرات الدولية في مضيق باب المندب وهو عمق استراتيجي له علاقة بممرات جيوسياسية مختلفة، ويسمح الحوثي لإسرائيل باستمرارها في الحرب.
وأضاف باذيب، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية فيروز مكي، على فضائية «القاهرة الإخبارية»، أن إسرائيل تضرب اليمن في المواقع غير تابعة للحوثيين، وأصبح الشعب اليمني يتعرض لعدوانين في نفس الوقت، وهما عدوان من دولة الاحتلال الإسرائيلي باعتقاد أنها تستهدف ميليشيات الحوثي وعدوان من ميليشيات الحوثي نفسها وإيران بالمنطقة.
وتابع رئيس المركز الأوروبي لقياس الرأي: «أدركت إيران اليوم أن هناك قرار دولي بالحد من نفوذها في سوريا ولبنان والعراق، فأصبح ليس أمامها إلا العمل على الميليشا التي لا تكلفها كثيرًا، وهي لا يعنيها إيران أو إسرائيل أو اليمن، وأصبحت إيران غير قادرة على الدفاع عن الحوثيين ولا صد هجمات إسرائيل، واليمن بالمؤشرات الاقتصادية العالمية في الوقت الحالي هي تعيش في مجاعة تشمل أكثر من 85% من اليمنيين».
على صعيد أخر قال أبو بكر باذيب، رئيس المركز الأوروبي لقياس الرأي والدراسات الاستراتيجية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدير معركة تسويق سياسي داخلي، مشيرًا إلى حالة التشتت في أولويات حكومته.
نتنياهو يخوض معركة تسويق سياسي داخلي منفصلة
وأوضح باذيب، أن “نتنياهو يخوض معركة تسويق سياسي داخلي منفصلة تمامًا عن التسويق الخارجي، حيث يسعى لتقديم نفسه كبطل على الساحة الدولية، هذا التناقض أدى إلى حالة من التشوش في أولويات الحكومة الإسرائيلية”.
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تواجه تحديات معقدة ومتعددة الأولويات، مشيرًا إلى أن “إسرائيل لديها أولويات متباينة، بدءًا من العمليات في غزة إلى ملفات استراتيجية في لبنان وسوريا، فضلاً عن تعاملها مع إيران ومحاولتها التدخل في اليمن عبر مواجهة جماعة الحوثي”.
التحديات على الأداء الداخلي لنتنياهو
كما سلط الضوء على تأثير هذه التحديات على الأداء الداخلي لنتنياهو، مضيفًا: “تعقيد الأولويات وعدم وضوحها دفع نتنياهو إلى التعامل بحدة مع الاتهامات الموجهة إليه بالفساد، ما زاد من الأزمات الداخلية، في الوقت نفسه، تشعر الأطراف المختلفة داخل إسرائيل بأنها تخوض معركة وجودية في المنطقة، مما يزيد من الضغوط على الحكومة لتحقيق النجاح”.
واختتم باذيب بالحديث عن ملف الرهائن وتجاهله من قِبل نتنياهو، متابعًا: “ملف الرهائن لم يكن ضمن أولويات نتنياهو، إذ اعتمد على العمليات العسكرية والضغط المباشر على حماس لاستعادتهم، لكنه واجه انتقادات داخلية كبيرة بسبب هذه الاستراتيجية، التي أثبتت أنها غير فعّالة حتى الآن”.