دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء السبت، طرفي النزاع في السودان إلى إلقاء السلاح واللجوء إلى الحوار بعد عام ونصف من الحرب التي دمرت البلاد. وأكد ماكرون أن وقف إطلاق النار والتفاوض هما السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة واستعادة دور المجتمع المدني. جاءت تصريحات ماكرون خلال مؤتمر صحفي نقلته وسائل إعلام فرنسية، حيث شدد على أهمية تدخل الجهات الإقليمية لدعم جهود السلام لصالح الشعب السوداني الذي يعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة.
معاناة إنسانية حادة وأزمة غذائية كارثية
وأشار ماكرون إلى الوضع الإنساني الكارثي في السودان، حيث يعاني نحو 26 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة. كما حذرت رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن البلاد قد تواجه أخطر أزمة غذائية في التاريخ الحديث إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة. وتقدر الأمم المتحدة الحاجة إلى مساعدات إنسانية بقيمة 4.2 مليار دولار لتلبية احتياجات السودانيين خلال عام 2025.
دعوة لدور إقليمي ودولي فاعل
أوضح ماكرون أهمية تدخل الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لدعم جهود التهدئة وإعادة الاستقرار. وقال: “ندعو جميع الجهات الفاعلة الإقليمية التي يمكنها أن تلعب دورًا إيجابيًا إلى التحرك لصالح الشعب السوداني الذي عانى طويلًا من هذه الحرب”. وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة استعادة دور المجتمع المدني باعتباره عنصرًا أساسيًا في إعادة بناء البلاد وضمان استقرارها على المدى الطويل.
خلفية النزاع في السودان
اندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى نزوح الملايين وقتل الآلاف من المدنيين. وتحولت البلاد إلى ساحة معاناة إنسانية مع انهيار الخدمات الأساسية وتفاقم الأزمة الغذائية والاقتصادية. ومع فشل محاولات الوساطة السابقة، تبدو دعوة الرئيس الفرنسي جزءًا من جهود دولية متزايدة لإنهاء الأزمة.
المجتمع الدولي يدق ناقوس الخطر
يشدد مراقبون على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية ودعم الحلول السياسية لإنهاء الحرب في السودان. ويعتبر إعلان ماكرون خطوة مهمة لحشد الدعم الدولي والإقليمي لصالح الشعب السوداني، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع إذا استمرت الحرب دون حلول جذرية.