يعتبر توزيع الميراث في الإسلام موضوعاً هاماً يتناول حقوق الأفراد وأسس العدالة الاجتماعية،ولقد قدم القرآن الكريم تعاليم واضحة ومُنظمة تضمن تحقيق التوازن بين حقوق الذكور والإناث في هذا المجال،يعد الميراث من أهم المواضيع التي تتطلب فهماً عميقاً لما يترتب عليه من آثار قانونية واجتماعية ونفسية،وعند النظر إلى آيات الله، نجد أنها تمثل مدخلاً لفهم المبادئ الأساسية التي يتبناها الإسلام في تحقيق العدالة في توزيع الثروات،لذا، سنتناول في هذا المقال موضوع توزيع الميراث بين الذكور والإناث، مع التركيز على المبادئ الرئيسية التي تنظم ذلك.
توزيع الميراث بين الذكور والإناث
- أُسيست الاعتقادات الخاطئة بشأن توزيع الميراث بين الذكور والإناث، وذلك من خلال تأثير الثقافات المختلفة التي تنادي بالمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة،ولكنّ الإسلام يأمر بتوزيع الميراث وفقاً لقواعد محددة،ففي بعض الحالات، يُعطى للأنثى نصف حق الذكر، وذلك بناءً على تفسير الآية الكريمة “يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين”.
- وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك حالات كثيرة تجعل الأنثى ترث مثل الرجل، وكذلك حالات خاصة تُعطي المرأة نصيباً أكبر،يُعَدّ هذا الأمر ضرورياً لفهم توزيع الميراث بشكل شامل، إذ لا يمكن الحكم بعنصرية على نوع من الورثة دون دراسة حالاتهم الخاصة.
- من المهم ملاحظة أن الأنثى نادراً ما ترث أكثر من الذكر، لكن توجد حوالي أربع حالات معينة تجعل الأنثى ترث نصف نصيب الذكر، بالإضافة إلى أكثر من ثلاثين حالة تعزز ملكيتها مساوية لنصيب الرجل، مع ما يقرب من عشر حالات تجعل الأنثى تتجاوز الذكر في الميراث.
- هناك أيضاً حالات نادرة تجعل الأنثى الوحيدة القادرة على وراثة ما يتوافر من أموال، وذلك تحت ظروف معينة فيما يتعلق بالقرابة والعلاقات الأسرية.
المبادئ التي يتبعها الإسلام في توزيع الميراث
المبدأ الأول
- قرب الوارث من الموروث يعد من العوامل الأساسية في تحديد نصيب الميراث،فكلما كانت درجة القرابة بين الوارث والموروث قريبة، كلما ازداد نصيب الوارث،بينما يكون نصيب الوارث أقل كلما كانت درجة القرابة بعيدة.
المبدأ الثاني
- تلعب مكانة الجيل الوارث دوريها في تحديد النسب،فالأبنة، مثلاً، لها إمكانية وراثة أكثر من الأم أو الأب، حتى في حال كانت حديثة الولادة،وفي الحالة ذات الشأن، يُعتبر الابن غالباً مايدهش في نصيبه أكثر من أبيه؛ ذلك يعود لأن الأجيال الجديدة ما زالت أمامها عمر طويل.
المبدأ الثالث
- العبء الذي يتحمله الوارث الذكر يعتبر واحداً من المعايير المطبقة،ففي الإسلام، يعتبر أن الذكر يجب أن يتحلى بمسؤولية أكبر تجاه أسرته، سواء كانت زوجته أو أبنائه،وذلك مُؤَصَّل في الآية الكريمة التي تقول “يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين”.
- هذا، حيث ستكون أساس مسؤوليات الذكر أكثر من الأنثى، وأن التوزيع العادل للميراث يُحْدِث توازناً ويساعد في تأمين حياة المرأة من التقلبات المالية.
الحالات التي تجعل ميراث المرأة أكثر أو أقل من الذكر
- كما ذكرنا سابقاً، هناك أربع حالات تجعل الأنثى ترث فيها نصف نصيب الذكر، من بينها
الحالة الأولى
- في حالة وجود أخ للأنثى.
الحالة الثانية
- وحسب ما جاء في سورة النساء، فإن للأم ثلث الميراث في حالة غياب الأبناء.
الحالة الثالثة
- عندما يكون للموروث أخت شقيقة أو أخ شقيق.
الحالة الرابعة
- تأخذ الأنثى نصف ميراث زوجها في غياب الأبناء.
الحالات التي تجعل الأنثى ميراثها مثل الرجل
الحالة الأولى
- إذا كان الموروث لديه أخ ذكر وأخت أنثى، مع وجود أم والأب متوفي.
الحالة الثانية
في حالة وفاة الذكر الذي لديه أكثر من أخين أو أختين، يتوزع الميراث بينهم بالتساوي.
الحالة الثالثة
إذا توفي الابن، فإن نصيب الأم من الميراث يكون مساوي لنصيب الأب.
الحالة الرابعة
إذا توفيت المرأة وكانت متزوجة ولها أخت شقيقة، فإن كل من الزوج والأخت سيأخذون نصف الميراث.
الحالة الخامسة
في حالة وفاة المرأة المتزوجة، مع وجود أخت غير شقيقة، يشترك كلا من الزوج والأخت في توزيع الميراث.
الحالة السادسة
عندما تتوفي المرأة ولديها أُم وأخت شقيقة، فإن للزوج والأم نصيباً بينما لا تأخذ الأخت شيئاً.
الحالة السابعة
- إذا توفيت المرأة وكان لها أخت شقيقة وأخت غير شقيقة من الأب والأم، يحصل الزوج على النصف لكن لا يُعطى أي نصيب للأختين غير الشقيقتين.
الحالة الثامنة
إذا كان للرجل ابنتان وأبوين، يحصلان على السدس، بينما تأخذ الابنتان الثلث.
الحالة التاسعة
عندما يتوفي الرجل وله ابنتان وزوجة، يحصل الجميع على نصيب متساوي وفقاً لما ذكر في القرآن.
الحالة العاشرة
في حالة وفاة الرجل المتزوج مع وجود أمه وجده، يتوزع السدس بينهم.
الحالات التي ترث فيها المرأة أكثر من الرجل
- الحالة الأولى إذا توفي الزوج وأم الأولاد على قيد الحياة، فإن الأنثى تأخذ ثلث الميراث والأم تأخذ الثمن.
- الحالة الثانية تعد الأنثى الأكثر وراثة، في مهام تعتمد على الأدوار الاجتماعية.
- الحالة الثالثة عند وفاة رجل وله ابنتان، تكون الأنثى دائما الأكثر وراثة.
- الحالة الرابعة عند وفاة المرأة المتزوجة، يُعطى لها حقوق كاملة مع تأمينات لأبنائها.
- الحالة الخامسة في تدعيم الميراث وتوزيعه العادل يسهم في استدامة الحقوق.
يُعد مفهوم توزيع الميراث في الإسلام جزءاً لا يتجزأ من العدالة الاجتماعية التي ينبغي علينا فهمها بعمق،فـ العدل في توزيع الثروات يمثل أحد الأعمدة الرئيسية للمجتمع الإسلامي،من خلال ما استعرضناه، يتضح أن الإسلام قد وضع نظاماً محكماً ومرناً للتوزيع، مستندًا إلى أسس تعكس قيم الرحمة والاعتبار بين الأفراد،لذا، ينبغي تعزيز الفهم حول هذا النظام وتطبيقه بشكل يتوافق مع تعاليم الدين الحنيف.