لقد كان علم سوريا معروفا يحمل دلالات عميقة تعكس تاريخ وثقافة البلاد، ظل كذلك يتكون من ثلاثة ألوان رئيسية: الأحمر، الأبيض، والأسود..ونجمتين باللون الأخضر حتى تم تغييره مع سقوط الحكومة السورية ووصول الفصائل المسلحة للحكم بما يحمل تهديدا لهوية الشعب وتاريخه.
دلالة الوان علم سوريا القديم
يمثل اللون الأحمر الدماء التي أريقت في سبيل الحرية والاستقلال والدفاع عن أراضى سوريا، بينما يرمز الأبيض إلى السلام والأمل في مستقبل أفضل..أما الأسود، فيعكس التحديات والصعوبات التي واجهتها سوريا عبر تاريخها..كان العَلم يحوى على نجمتين باللون الأخضر، اللتين تمثلان الوحدة العربية والطموح نحو التضامن بين الدول العربية.
العلم السوري، إذًا، كان تجسيدا لروح المقاومة والصمود، وعكس لحالة الشعب السوري، الذي يسعى لتحقيق السلام والاستقرار في بلاده.
وبشكل عام العَلم يعتبر رمزًا وطنيًا يحمل دلالات عميقة تعكس هوية كل دولة وثقافتها وتاريخها..فهو لكل دولة ليس مجرد قطعة قماش، بل تجسيد لقيم الانتماء والفخر الوطني..يعكس تصميمه وألوانه الموروث الثقافي والتاريخي، وهو يحقق بالفعل الدور الوجدانى لتعزيز الوحدة بين المواطنين.
(أهمية العلم وتأثيراته)
العَلم يُعتبر رمزًا للسيادة والاستقلال، يُرفع في المحافل الدولية لا لشئ بقدر ما ليعبر عن مكانة الدولة في المجتمع العالمي..لذلك، فالعَلم هو الأداة الأقوى والأحد لتوحيد الشعوب وتعزيز الولاء والانتماء، مما يجعل له ارتباطا في كل دولة.
لكن في الأسبوع الماضى وفور انهيار النظام السوري كان تغيير العلم..تغيير العَلم يعد خطوة جذرية تحمل مخاطر كبيرة على فهم الشعب لذاته وهويته، إذا لم يكن هناك ما يبررها فأي تغيير فيه قد يؤدي إلى فقدان الارتباط العميق الذي يجمع المواطنين بوطنهم.
علم سوريا الجديد
في سوريا ادعى قائد “جبهة تحرير الشام” أن لا تغيير في الهوية السورية وأنها لن يحاول المساس بخصوصية التفكير لهذا الشعب أو يفرض أفكارا المتطرفة..وكان وفق هذا الادعاء لا داعى لتغيير العلم السورى لكن في ثانى أيام سقوط الحكومة تغير العلم بالشكل يثير مشاعر الارتباك والقلق، مما يسهم في تقويض الروح الوطنية ويؤثر سلبًا على التماسك الاجتماعي.
على المستوى الدولي، فالمفترض الا يتغير العلم فلا نجد محاولة تحرير من الاحتلال الإسرائيلي للأراضى السورية بل اتسع وجودهم ولا نجد محاولة للوقوف على ضبط المشهد بل اختطاف للهوية إلى تيارات الجماعات المتشددة وحركات الإسلام السياسى..لذا يمكن أن يؤدي تغيير العَلم إلى تصورات سلبية عن الدولة، حيث يُفسر كعلامة التغيير الجذري في السياسة أو الهوية. الدول الأخرى قد تتساءل عن الرسائل التي يحملها هذا التغيير، مما يؤثر على العلاقات الدبلوماسية والتجارية. في النهاية، يمثل العَلم رمزًا للسيادة والاستقلال، لذا فإن تغييره يجب أن يتم بحذر شديد وفهم عميق للعواقب المحتملة على الداخل والخارج.
تأثير تغيير علم سوريا
التأثير الأعمق للعَلم يتجلى في تداعياته على نفسية المواطن، فهو ليس مجرد رمز وطني، فعندما يرفع المواطن عَلمه في المناسبات الوطنية، يشعر بالفخر والانتماء، مما يعزز لديه شعور العشق لدولته والاستعداد للتضحية بنفسه من أجلها..هذا الشعور الإيجابي يساهم في بناء شخصية المواطن ويعزز من قدرته على العطاء والإبداع.
العَلم يذكر المواطن بتاريخه وتراثه، مما يساعده على فهم ذاته بشكل أفضل. يعزز من قيم التضحية والعمل الجماعي، مشجعًا الأفراد على المشاركة الفعالة في تنمية مجتمعهم. كما أن رؤية العَلم في الأماكن العامة تثير مشاعر الوطنية وتذكّر المواطنين بأهمية العمل من أجل مستقبل أفضل.
علم سوريا الجديد
كان هذا العلم هو المستخدم في دمشق في 11 يونيو في عام 1932 وهو عبارة عن ثلاثة خطوط متوازية مرتبة الأخضر فالأبيض فالأسود، على أن يحتوي القسم الأبيض منها في على ثلاثة كواكب حمراء ذات خمسة أشعة..حيث يعتبر اللون الأخضر في العلم تمثيلًا للخلافة الراشدة، أما الأبيض فيمثل الدولة الأموية، أما اللون الأسود فيرمز للدولة العباسية. أما النجوم الحمراء الثلاث في كانت في أصلها تمثل ثلاث مناطق في سوريا وهي حلب ودمشق ودير الزور.
التغيير غير مفهوم إن كان هناك حفاظ علىِ الهوية مثلما ادعى “الجولانى” لكن الأمر أصبح تراجعا للخلف ينهى مفهوم الدولة السورية التى حققت الانجاز لذاتها ومثل رجوعا للخلف.