نظَّم جناح مجلس حكماء المسلمين في إطار فعالياته الثقافية والمعرفية في الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ندوة ثقافية بعنوان: “الحوار الإسلامي-الإسلامي.. أمة واحدة ومصير مشترك”، قدَّمها فضيلة الدكتور أحمد عبد العزيز الحداد، عضو مجلس حكماء المسلمين، كبير مفتين إدارة الإفتاء في دبي، وعضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي.
في مستهل الندوة، أكَّد الدكتور أحمد الحداد أن وحدة الأمة الإسلامية تمثل ركيزة أساسية لتحقيق السلم والاستقرار، مشيرًا إلى أن التفرق والتمزق يفتحان الأبواب للدمار والفتن والغزو الفكري، موضحًا أن وحدة الأمة الإسلامية إرادة شرعية نص عليها القرآن الكريم ودعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث أمر الله تعالى المؤمنين بالاعتصام بحبله وعدم التفرق، يقول جل وعلا: {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا}.
وأضاف د. الحداد أن مجلس حكماء المسلمين، منذ تأسيسه، حرص على بناء جسور الحوار بين مختلف الأديان والثقافات، وكانت أبرز محطاته توقيع “وثيقة الأخوة الإنسانية” في أبوظبي عام 2019، التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي مثلت لحظة تاريخية فارقة عزَّزت مفهوم التعايش والسلام العالمي.
وأوضح أن مجلس حكماءالمسلمين بعد نجاحه في مد جسور الحوار مع أتباع الديانات الأخرى، وجد أن الحاجة ماسة للتركيز على الحوار الإسلامي-الإسلامي، بسبب التباينات والاختلافات المذهبية التي أضعفت الأمة وأدت إلى تفككها، مؤكدًا أن الدعوة للوحدة الداخلية أصبحت واجبًا شرعيًّا ومسؤولية جماعية، لافتًا إلى أن مؤتمر البحرين للحوار الإسلامي مثَّل نقلة نوعية في هذا الاتجاه؛ حيث دعا إلى وحدة كلمة المسلمين تحت “نداء أهل القبلة”، وهو الميثاق الذي أطلقه شيخ الأزهر، داعيًا إلى جعله ركيزة للثوابت الإسلامية والعمل الجماعي المشترك.
وختم عضو مجلس حكماء المسلمين بتأكيد أن التحديات الراهنة التي تواجهها الأمة، سواء كانت فتنًا طائفية أم غزوًا فكريًّا أو أخلاقيًّا، تتطلب أن تكون الأمة على قلب رجل واحد، لافتًا إلى أن قوتها لا تتحقق إلا بوحدتها وتضامنها، موجهًا عددًا من الرسائل المهمة للمسلمين جميعًا تتمثل في ضرورة استشعار أن الوحدة الإسلامية فريضة شرعية وليست خيارًا، والتمسك بالقيم الأخلاقية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، والوعي بخطورة الفرقة وما تسببه من تمزق وضعف وتشرذم، وتعزيز التكاتف والعمل المشترك بين أبناء الأمك بعيدًا عن التناحر، وإعلاء مصلحة الأمة فوق المصالح الضيقة، داعيًا إلى تعاون المرجعيات الدينية والعلمية والإعلامية لترسيخ قيم التفاهم والأخوة الإنسانية.
جدير بالذكر أنَّ جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2025، يقدم أكثر من 250 إصدارًا فكريًّا وثقافيًّا متنوِّعًا، من بينها عدد من أحدث إصدارات الحكماء للنشر لعام 2025، تعالج أبرز القضايا الفكرية والثقافية المهمة، وذلك انطلاقًا من رؤية المجلس ورسالته الهادفة إلى تعزيز السِّلم، وترسيخ قيم الحوار والتسامح والتعايش الإنساني؛ حيث يقع جناح المجلس بالمعرض في جناح رقم 10C35 قاعة رقم 10.