في ذكرى وفاته.. محمود مرسي فنان بمقام أمة وضمير لم تغب ملامحه عن الشاشة

تحل اليوم الخميس، 24 أبريل، الذكرى الحادية والعشرون لرحيل الفنان الكبير محمود مرسي، أحد أعمدة الفن المصري والعربي، الذي ظلّ حاضرًا بأعماله المتميزة وأدواره الخالدة التي تركت أثرًا لا يُمحى في وجدان الجمهور.

 

رحل محمود مرسي عن عالمنا عام 2004، بعد مسيرة فنية وإنسانية حافلة، تميّز فيها بموهبته الفذة، وصوته الآسر، وحضوره الطاغي، إلى جانب التزامه الأخلاقي والمبدئي الذي شكّل جزءًا لا يتجزأ من شخصيته.

في إحدى الندوات التي استُعرض فيها مشوار الفنان الراحل، روى المنتج هشام عبد الخالق موقفًا يختصر الكثير من ملامح شخصية محمود مرسي، قائلاً:”عندما كنت أستعد لإنتاج مسلسل (أبو العلا البشري) مع الكاتب أسامة أنور عكاشة، تواصلت مع النجم محمود مرسي، وأخبرني أنه يتقاضى 5 آلاف جنيه في الحلقة ثم طلب زيادة بسيطة في الأجر لتصبح 6 آلاف، فوافقت. لكن المفاجأة أنه عاد بعد أيام، وأعاد لي الألف جنيه، قائلاً إنه لا يشعر بالراحة، وأنه تحدث مع صديقه الذي لامه على طلب الزيادة.”

ويتابع عبد الخالق: “حين أخبرت أسامة أنور عكاشة بالقصة، قال لي: عارف مين صديقه اللي عنفه؟ ضميره.”

 

ولد محمود مرسي في الإسكندرية، ودرس في المدرسة الثانوية الإيطالية، ثم التحق بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية وتخصص في الفلسفة بعد تخرجه، عمل بالتدريس لفترة قصيرة قبل أن يسافر إلى فرنسا لدراسة الإخراج السينمائي، ومنها إلى لندن حيث التحق بـ”بي بي سي”، لكنه قرر العودة إلى مصر بعد العدوان الثلاثي عام 1956.

في ذكرى رحيل محمود مرسي.. كيف فسر بعض النقاد قلة أعماله السينمائية؟ - بوابة  الشروق - نسخة الموبايل

بدأ مسيرته في الإذاعة المصرية، ثم عمل مخرجًا في التليفزيون، إلى أن بدأ مشواره كممثل عام 1962 بفيلم “أنا الهارب”، لتتوالى بعده الأدوار السينمائية والدرامية التي رسّخت مكانته كواحد من أعظم الممثلين العرب. كما شغل منصب أستاذ مادة التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وساهم في تخريج أجيال من الفنانين.

 

رحل محمود مرسي بجسده، لكن صوته، وملامحه، وقيمه، ما زالت حاضرة في كل بيت، وكل مشهد، وكل ذاكرة فنية. فنان بحجم الوطن، وضمير لم يعرف المساومة.