في مشهد نادر ومؤثر هزّ مشاعر الأهالي، تحوّلت جنازة بمحافظة الدقهلية إلى فاجعة مزدوجة، بعدما تُوفي محمد عبد الستار أبو توحيد داخل مسجد السلام بمدينة نبروه، أثناء أداء صلاة الجنازة على شقيقه الراحل إبراهيم، وسط ذهول المصلين وحالة من الانهيار بين أفراد الأسرة.
كانت الجنازة قد أُقيمت بعد صلاة العصر، بحضور كثيف من الأهالي والأقارب وزملاء العمل، لتوديع إبراهيم، الذي رحل عن الحياة بعد صراع مع المرض، إلا أن القدر شاء أن يلحق به شقيقه محمد في اللحظة ذاتها التي كان يُرفع فيها الدعاء له، ليسقط مغشيًا عليه أثناء الصلاة، ويتوفى فورًا داخل المسجد.
شهود العيان أكدوا أن محمد حضر إلى المسجد مبكرًا، وكان في حالة حزن شديد على شقيقه، وظهر عليه التأثر الكبير منذ لحظة دخوله، حتى أنه قال لأسرته قبل الخروج: “مش قادر أصدق إن إبراهيم مات”، وكأن قلبه لم يتحمل الفراق، فكان وداعه الأخير له هو الأخير له أيضًا.
وبعد لحظات من الذهول، جرى استدعاء الإسعاف التي أكدت وفاته في الحال، ليُعلن بعدها عن جنازة ثانية تُقام في التوقيت ذاته، في مشهد مهيب، حملت فيه القرية جسدي الشقيقين إلى مثواهما الأخير.
الحزن خيّم على مدينة نبروه بالكامل، وسط تعاطف واسع مع الأسرة المكلومة التي فقدت اثنين من أبنائها في يوم واحد، فيما وصف الأهالي الواقعة بأنها واحدة من أقسى ما شهدته القرية من فُقدان، ووداع لم يتحمله قلب بشر.