تواجه فرق ريال مدريد الإسباني وبايرن ميونخ وبوروسيا دورتموند الألمانيان وأستون فيلا الإنجليزي مهمة صعبة للتأهل للدور قبل النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
وإذا أرادت الأربعة فرق التأهل للدور قبل النهائي فسيتعين عليهم أن يفوزوا بمبارياتهم في إياب دور الثمانية بالبطولة، حيث تقام المباريات غدا الثلاثاء وبعد غد الأربعاء، بعد الخسارة في مباراة الذهاب.
مباراة أستون فيلا ضد باريس سان جيرمان
البداية ستكون بمباراتي الغد الثلاثاء، حيث يستضيف أستون فيلا الإنجليزي فريق باريس سان جيرمان الفرنسي بعد خسارته في مباراة الذهاب 1 / 3، ويحل برشلونة ضيفا ثقيلا على بوروسيا دورتموند، الذي خسر برباعية نظيفة ذهابا.
وقدم أستون فيلا بداية واعدة في العاصمة الفرنسية، حيث سجل مورجان روجرز هدف التقدم في الدقيقة 35 بعد تمريرة أرضية من يوري تيليمانس، لكن قدم الفريق الفرنسي عرضا مبهرا من المهارات وتمكن من الفوز 3 / 1 ، في أول مواجهة أوروبية بين الفريقين.
ورغم أن أستون فيلا تلقى هدفا في اللحظات الأخيرة، وأصبح مطالبا بتسجيل هدفين لمعادلة نتيجة الذهاب، قال أوناي إيمري، مدرب أستون فيلا، إن الهدف الثالث الذي سجله نونو مينديز في الوقت بدل الضائع، لن يغير أي شيء في مهمة الفريق في الإياب.
وقال المدرب الإسباني :”هذه الخسارة لا تغير الكثير. عندما كنا متأخرين 1 / 2 كنا نفكر في خوض مباراة الإياب للفوز، وعندما أصبحت النتيجة هي تأخرنا 1 / 3 لم يتغير تفكيرنا”.
وأردف :”نحتاج إلى الفوز بالمباراة التالية، ليس بفارق هدف واحد، بل بهدفين أنا فخور باللاعبين وبالطريقة التي نتطور بها ونتعامل بها مع تزايد طموحاتنا”.
وكان الفوز في ملعب “حديقة الأمراء” له طعمه المميز لفريق المدرب لويس إنريكي، الذي سيتوجه إلى ملعب “فيلا بارك” مرتاحا بأفضلية هدفين.
وقال إنريكي بابتسامة: “الهدف في الدقيقة الأخيرة كان كالكريمة على الكعكة”، في إشارة إلى عادة فريقه في تحقيق الانتصارات بعد العودة من التأخر.
مباراة برشلونة ضد دورتموند
المباراة الثانية التي تقام في ذات اليوم، فتبدو محسومة إلى حد كبير لبرشلونة، الذي تغلب على بوروسيا دورتموند برباعية نظيفة.
وبالنظر لحالة التذبذب التي يمر بها دورتموند هذا الموسم، فإنه من غير المتوقع أن يتمكن الفريق من تعويض هذا الفارق الكبير.
وبعد أن تفوق هانسي فليك، مدرب برشلونة، على نيكو كوفاتش يأمل الأخير في إعادة بناء ثقة فريقه قبل المواجهة الثانية.
وقال مدرب دورتموند: “رأيت بعض الأشياء الجيدة في المباراة، والآن مهمتي أن أوصلها إلى اللاعبين”.
ولم يسبق لدورتموند أن فاز في أي من مواجهاتهم الست الأوروبية ضد برشلونة، وسيحتاجون إلى انتصار تاريخي لقلب الطاولة في هذه المواجهة.
وقدمت مباراة الذهاب الكثير من الأدلة على أن هجوم برشلونة يرهب أي دفاع، فقد سجل رافينيا، هداف دوري الأبطال، هدفه الـ12 هذا الموسم، بينما وصل ليفاندوفسكي إلى هدفه رقم 105 في 131 مباراة بالبطولة، في حين أصبح لامين يامال، البالغ 17 عاما، ثاني أصغر هداف في تاريخ دور الثمانية.
ورغم سعادته بمهاجميه، يشير مدرب برشلونة فليك إلى القوة الشاملة لفريقه قبل مباراة الإياب، التي يصر على أنها لم تحسم بعد.
وقال المدرب الألماني: “كرة القدم جنون. علينا أن نذهب إلى هناك ونرتكب أقل عدد ممكن من الأخطاء”.
مباريات مدريد ضد أرسنال ـ أنتر ميلان ضد بايرن ميونخ
وتشهد مباراتا بعد غد الأربعاء مواجهتين من العيار الثقيل حينما يستضيف ريال مدريد، صاحب الرقم القياسي بعدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 15 لقبا، فريق أرسنال الإنجليزي، الذي تمكن من الفوز في مباراة الذهاب بثلاثية نظيفة،في حين يستضيف أنتر ميلان الإيطالي بايرن ميونخ بعدما فاز عليه ذهابا على ملعبه 2/1.
ريال مدريد ليس غريبا عن تحقيق الانتفاضات الدرامية، لكن حتى بالنسبة للفريق الإسباني، لا يوجد سابقة لقلب تأخر بثلاثة أهداف في الذهاب خلال حقبة دوري أبطال أوروبا.
وقدم جود بيلينجهام تقييما صريحا للأداء بعد صافرة النهاية، بعدما شاهد زميله في المنتخب ديكلان رايس يسجل هدفين رائعين من ركلتين حرتين، قبل أن يختتم ميكيل ميرينو أهداف أرسنال.
وقال لاعب الوسط :”نحن محظوظون أننا خرجنا بثلاثة أهداف فقط”، مضيفا برسالة حماسية قبل لقاء الإياب :”سنحتاج إلى شيء استثنائي، شيء مجنون، ولكن إن كان هناك مكان يمكن أن تحدث فيه أشياء مجنونة، فهو ملعبنا”.
ولم يستخف ميكيل أرتيتا بقوة أجواء ملعب سانتياجو برنابيو، رغم الفوز الكبير. وقال مدرب أرسنال: “سنستمتع بهذا الفوز، لأننا نشعر أننا نستحقه، لكننا نعلم أنه مجرد شوط أول. علينا أن نكون أفضل في مدريد إذا أردنا التأهل”.
تحقيق ذلك يشعل أحلام أرسنال، فعندما تغلبوا على ريال مدريد في الأدوار الإقصائية آخر مرة في موسم 2005 / 2006، واصل الفريق المشوار حتى بلغ المباراة النهائية.
أما المباراة الثانية في ذات اليوم، ستجمع بايرن ميونخ بمضيفه إنتر ميلان.
وبعد الخسارة 1 / 2 أمام إنتر ميلان في ذهاب دور الثمانية أصبح أمام بايرن ميونخ، مهمة شاقة في سان سييرو للحفاظ على فرصه في التأهل للمباراة النهائية المقرر إقامتها يوم 31 مايو/أيار في ملعبهم.
ويحتاج فريق بايرن ميونخ الألماني لكرة القدم لمعجزة أخرى في ميلانو، ويعتقد الفريق أنه قادر على تكرار نفس المصير مثلما حدث في عام 1988 أمام إنتر ميلان.
وقبل 37 عاما، تمكن بايرن من قلب تأخره صفر / 2 على أرضه من خلال الفوز 3 / 1 على إنتر للتأهل من الدور الثالث من كأس الاتحاد الأوروبي مستفيدا من قاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين التي كان يتم تطبيقها وقتها.
الهدف الأهم لبايرن ميونخ هذا الموسم هو التأهل للمباراة النهائية التي تقام على أرضه، والفوز باللقب للاحتفال به وسط جماهيره بعد خيبة الأمل التي حدثت بخسارة نهائي 2012، أمام تشيلسي الإنجليزي بركلات الترجيح عندما أقيمت المباراة على أرضه.
ويعلم فريق بايرن أن المباراة لم تنته بعد وأن الفرصة سانحة لقلب النتيجة في الإياب والتأهل للدور قبل النهائي.
وقال فينسنت كومباني، مدرب بايرن عقب المباراة الأولى :” سنحظى بفرصة أخرى في ميلانو. انتهى الشوط الأول، مازلنا نعتقد بشدة أن لدينا فرصة في ميلانو. والآن سنواجه دورتموند أولا، ثم وسوف نصب كامل تركيزنا على مباراة إنتر بداية من يوم الأحد”.
في المقابل، يتطلع إنتر ميلان لتأكيد تفوقه على بايرن ومواصلة مشواره نحو التأهل للمباراة النهائية على أمل حصد اللقب الذي كان قريبا منه في موسم 2022 / 2023 عندما خسر المباراة النهائية أمام مانشستر سيتي.
فوز إنتر في مباراة الذهاب جعل الفريق يحقق أرقاما جيدة، الرقم الأول هو ان الفريق افتتح التسجيل للمرة التاسعة في آخر عشر مباريات بدوري الأبطال. كما كان هذا الفوز هو التاسع لإنتر ميلان في نفس الفترة.
وأصبح لاوتارو مارتينيز الآن الهداف التاريخي لإنتر في دوري الأبطال، ويريد تكرار الأداء الجريء نفسه في لقاء العودة على أرضية ملعب جوزيبي مياتزا.
وقال المهاجم الأرجنتيني: “يجب أن يكون أداؤنا وعقليتنا نفسها في الإياب. استعدنا الكرة منهم في الشوط الأول ورأينا كم عانوا، لذا نحتاج إلى الجودة بجانب الإصرار”.