تصدرت سيدة سورية حديث مواقع التواصل الاجتماعى خلال الساعات الماضية بسبب موقف صعب عاشته هذه السيدة ، حيث وقفت السيدة زرقة سباهية “أم أيمن” من قرية قبو العوامية في ريف اللاذقية، صامدة، تحبس دموعها، أمام جثث أولادها وحفيدها، وهي تواجه عناصر مسلحة تظهر أمامها لتشمت بمأساتها، تمطرها بالإهانات، وتتوعدها بالمزيد.
وجاء هذا المشهد المؤلم في مقطع فيديو انتشر بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، ليثير تعاطفاً واسعاً مع السيدة البالغة من العمر 86 عاماً “بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
وفي المقطع المتداول، طالب المسلحون السيدة زرقة بأخذ الجثث، وخاطبوها بسخرية: “هذول أولادك.. نحن عطيناكم الأمن بس أنتم غدارين”، وبينما تقف عاجزة عن التصرّف، تصرخ في وجههم بصلابة: “فشرت”، وهي كلمة تُستخدم في بلاد الشام بمعنى “كلامك غير صحيح”.
وروت ابنة السيدة تفاصيل ما حدث للمرصد السوري لحقوق الإنسان، قائلة إن عناصر مكشوفة الوجه وأخرى ملثمة يرتدون زيا عسكريا اقتحموا منزل العائلة في قرية قبو العوامية بريف اللاذقية، وقاموا بتفجير أقفال المنزل بالقنابل، قبل أن ينهبوا محتوياته ويجبروا الشباب الثلاثة على الخروج.
وأضافت: “سألهم المسلحون، أنتم علوية أم سنية؟ لا تهمهم الإجابة، بكل الأحوال سوف تقتلون، قالوها ثم أطلقوا النار عليهم، رغم تأكيدهم أن الشبان مدنيون”.
وتابعت: “رفض القتلة حتى منح الأم كرامة الدفن، فبقيت الجثث ملقاة خلف المنزل لمدة أربعة أيام، تحت حراسة زرقة نفسها التي لم تغادر المكان، رغم كل التهديد والتنكيل، وذلك خوفاً من أن تحرق القوات الأمنية الجثامين فتفقد آخر الآمال بدفنهم”.
وكشفت الابنة أن “الجناة ما زالوا يقيمون في المنزل المقابل لنا.. ترى أمي وجوههم كل يوم”، مضيفة: “نطالب الجهات المختصة بالتوجه فوراً لاعتقالهم ومحاسبتهم علناً أمام العالم، لا يمكن أن يفلتوا من العقاب بعدما سلبوا حياتنا مرتين”.
وأثار الفيديو غضبا واسعا، لاسيما أن المسلحين، الذين لم تثبت هويتهم حتى اللحظة توجهوا للأم التي تنتمي لمنطقة الساحل ذات الغالبية العلوية بعبارات طائفية.

