قال سعيد سلام، مدير مركز فيجين للدراسات، إن توصيف اجتماع بروكسل الأوروبي بأنه “اجتماع حرب” ليس مبالغة، مؤكداً أن القمة تعكس إدراك دول الاتحاد الأوروبي لحجم الخطر الذي يمثله الغزو الروسي لأوكرانيا، واعتبار ذلك تهديداً وجودياً للأمن الأوروبي، بعد مرور ثلاث سنوات على اندلاع الحرب.
وأوضح سلام، في مداخلة مع الإعلامية حبيبة عمر، على قناة “القاهرة الإخبارية”، من كييف، أن أوروبا باتت تنظر إلى الصراع مع روسيا باعتباره أزمة تتجاوز الأبعاد الإنسانية، لتتحول إلى مواجهة أمنية واستراتيجية تهدد استقرار القارة بأكملها، مضيفًا أن الاتحاد الأوروبي بدأ فعلياً بالانتقال من تقديم الدعم الإنساني والعسكري المحدود لأوكرانيا إلى اتخاذ خطوات أكثر جدية في سبيل تعزيز أمنه، في ظل تراجع الثقة بالمظلة الأمريكية.
وأشار سلام إلى أن التعامل الأمريكي، في ظل قيادة الرئيس دونالد ترامب، ساهم في زعزعة الثقة الأوروبية بالولايات المتحدة كشريك أمني، خاصة مع تصريحات ترامب التي ألمح فيها إلى إمكانية التخلي عن الدفاع عن دول الناتو وفرض ضغوط على أوكرانيا للرضوخ لروسيا.
وحذر سلام من أن هذا الموقف الأمريكي قد يفتح الباب أمام موسكو لمزيد من التمدد، وهو ما يدفع الأوروبيين للبحث عن استقلالية عسكرية حقيقية بعيداً عن واشنطن، مؤكدًا أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة، والتي عرض فيها أن تكون فرنسا هي الضامن النووي لأمن أوروبا، تأتي في هذا السياق، إلى جانب بريطانيا، التي تمتلك هي الأخرى ترسانة نووية رغم خروجها من الاتحاد الأوروبي.