أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن بعثة الأنبياء والمرسلين جاءت لتحقيق العدل والتكافل بين البشر، موضحًا أن وظيفة النبوة هي الوساطة بين العبد وربه، تهدف إلى تبليغ مراد الله تعالى للناس، ووضع القوانين الإلهية التي تحفظ التوازن في المجتمع بعيدًا عن الأهواء والمصالح الشخصية.
وأضاف مفتي الديار المصرية، خلال حلقة برنامج “حديث المفتي”، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الله تعالى اختار الأنبياء والمرسلين من بين خلقه ليكونوا في أعلى الدرجات وأكمل الصفات، فهم حملة الوحي، وأداة البيان، وطريق الهداية للناس، مشيرا إلى أن الإيمان بالرسل يعد ركنًا أساسيًا من أركان الإيمان، مستشهدًا بقوله تعالى: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ” (البقرة: 285).
وأوضح مفتي الجمهورية أن الرسالات السماوية ضرورة حياتية، لأن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يحتاج إلى ضوابط تحكم العلاقات بين البشر، مؤكدًا أن الله تعالى لم يترك البشر لوضع قوانينهم وفق مصالحهم وأهوائهم، بل أرسل الأنبياء بهذا الدستور الإلهي الذي ينظر إلى الناس بميزان واحد، لافتًا إلى أن التفاضل بينهم يكون بالتقوى والعمل الصالح، كما قال تعالى: “إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ” (الحجرات: 13).
وشدد على أن الأنبياء كانوا في أعلى درجات الكمال البشري، وتمتعوا بصفات أساسية مثل الفطنة، والذكاء، والعصمة من المعاصي، والأمانة في تبليغ الرسالة، مبينًا أن الرسالات السماوية جاءت بالبيان والتوضيح والتوجيه لما فيه خير البشرية.
ودعا المفتي إلى التأمل في سيرة الأنبياء والتمسك بتعاليمهم، مؤكدًا أن اتباع منهجهم هو الطريق لتحقيق السلام والرضا في الدنيا والآخرة، سائلاً الله أن يحفظ مصر وأهلها، وينشر السلم والأمان بين الناس.