أساليب القرآن الكريم حملت إعجازا فاق بلاغة العرب وشعرهم

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن أساليب البيان التي وردت في القرآن الكريم تحمل إعجازًا يفوق أساليب العرب في بلاغتهم وشعرهم، مشيرًا إلى أن الفارق بينهما شاسع كالفرق بين الأرض والسماء.  

 

وأوضح الدكتور سلامة داود، خلال حلقة برنامج “بلاغة القرآن والسنة”، المذاع على قناة الناس،  أن القرآن الكريم استخدم أساليب تعبيرية تضيف أبعادًا نفسية ومعنوية عميقة للمعاني، لا نجدها بنفس القوة في كلام العرب، مستشهدًا بقوله تعالى: “وقطعناهم في الأرض أممًا”، حيث جاءت الاستعارة هنا لتدل على تفريق بني إسرائيل بطريقة تعكس تمزيق أواصرهم الاجتماعية والإنسانية، وليس مجرد تفرّق جغرافي.  

 

وأضاف رئيس جامعة الأزهر أن القرآن الكريم يتفرد باستخدام الكلمات في سياقات تمنحها دلالات أعمق وأشمل، كما في قوله تعالى: “وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض”، حيث تعبر كلمة “يموج” عن اضطراب الناس واختلاطهم في مشهد رهيب، بأسلوب يفوق ما استخدمه الشعراء في وصف الحروب والاضطرابات.  

 

وشدد على أن التدبر في هذه الأساليب البيانية الفريدة يساعد في فهم أوجه الإعجاز القرآني، ويبرز مدى تفوق القرآن الكريم على سائر كلام العرب في المعنى والبلاغة والتأثير.