الملك الأردني تعامل بذكاء مع “المراهق السياسي” ترامب وأفشل مخططاته

أكد الدكتور عمر البستنجي، خبير العلاقات الدولية، أن مخططات تهجير الفلسطينيين ليست جديدة، مشيرًا إلى أن جذورها تعود إلى خطة وزير العدل الإسرائيلي “إيجال ألون” في أواخر الستينيات، التي كانت تهدف إلى ترحيل الفلسطينيين إلى الأردن أو مصر.

 

مخططات تهجير الفلسطينيين

وأضاف البستنجي، خلال مداخلة مع الإعلامي كمال ماضي، ببرنامج “ملف اليوم”، المذاع على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن هذا المخطط جُمّد بعد هزيمة إسرائيل في معركة الكرامة عام 1968، ثم في حرب 1973، لكنه أُعيد إحياؤه في الألفية الجديدة، لا سيما بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، حيث خضع لتعديلات وتحديثات، وتم تقديمه تحت مسميات جديدة مثل “صفقة القرن”، مشيرًا إلى أن وصول اليمين المتطرف إلى الحكم في إسرائيل تزامن مع تولي الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية عام 1999، حيث واجه الأردن هذه المحاولات عبر خمسة رؤساء أمريكيين، ورفض باستمرار أي مخطط للتهجير القسري للفلسطينيين.

 

وأشار البستنجي إلى أن الملك الأردني تعامل بذكاء وحنكة شديدة مع ترامب، الذي وصفه بـ”المراهق السياسي”، موضحًا أنه قبل لقاء ترامب بساعات، أكد الأردن موقفه الثابت برفض التهجير وتمسكه بحل الدولتين، مما أفقد ترامب فرصة المناورة والاستعراض الإعلامي.

 

وأوضح أن الملك الأردني فاجأ ترامب بتغيير مسار الحوار، حيث ركّز على الجانب الإنساني، معلنًا استعداد الأردن لاستقبال الأطفال الجرحى من غزة لأغراض طبية فقط، على أن يعودوا إلى ديارهم، في خطوة ذكية لكبح محاولات ترامب لاستعراض موقفه أمام الإعلام الأمريكي والعالمي.

 

وختم البستنجي بأن ترامب خرج من المؤتمر بنتائج صفرية، بعدما أوضح الملك أن أي مقترح أمريكي سيتم التعامل معه من خلال بوابة عربية، عبر المقترح المصري الذي يعبر عن الموقف العربي الموحد، لافتًا إلى أن وزير الخارجية المصري أكد وجود إجماع عربي على رفض تهجير الفلسطينيين.