نظم جناح مجلس حكماء المسلمين، بمعرض لاهور الدولي للكتاب ندوته الثقافية الثانية، تحت عنوان: “جهود مجلس حكماء المسلمين لتعزيز الحوار الإسلامي الإسلامي”، بمشاركة العلامة لال حسين التوحيدي، منسق المعاهد الشيعية في باكستان، والأستاذ الدكتور محمد عبد الله، مدير مركز الشيخ زايد الإسلامي بجامعة البنجاب – لاهور، وأدار الجلسة الدكتور أرشد الأزهري، مدير مكتب مجلس حكماء المسلمين في باكستان، وذلك وسط حضور جماهيري كبير وتفاعل لافت من الحاضرين.
أهمية الوحدة الإسلامية
تناولت الندوة أهمية الوحدة الإسلامية في مواجهة التحديات التي تعصِف بالعالم الإسلامي، وضرورة تعزيز التعليم الديني الوسطي في المدارس والجامعات لحماية الشباب من الوقوع في فخ الطائفية، ودعوة الحكومات والمؤسسات الإسلامية إلى تبنِّي برامج تعليمية تعزز مفاهيم الوحدة والتسامح والتعايش المشترك، حيث أكد المتحدثون أن القرآن الكريم وتعاليم النبي محمد (ﷺ) تدعو إلى الوحدة والتكاتف بين المسلمين؛ حيث الكثير من المشتركات التي تجمع المسلمين وتوحد صفهم، ولا ينبغي أن تشكل بعض الاختلافات القليلة سببًا للفرقة والانقسام.
المذاهب الإسلامية
وفي كلمته، أكد العلامة لال حسين التوحيدي أن الأمة الإسلامية قادرة على تحقيق الوحدة من خلال العودة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية، مشيرًا إلى أن الأزهر يمثل نموذجًا رائدًا في ترسيخ السلام العالمي والتقارب بين المذاهب الإسلامية، فهو من أبرز المؤسسات التي تدرس جميع المذاهب الإسلامية وتسهم في تعزيز الحوار والتفاهم بين المسلمين، لافتًا إلى الدور المهم لوسائل التواصل الاجتماعي، وضرورة استثمارها من قبل الشباب لنشر ثقافة السلام والتآخي بين المسلمين بعيدًا عن التركيز على الخلافات.
من جانبه، أكد الدكتور محمد عبد الله، أهمية إعادة النظر في بعض الممارسات الطائفية التي تفرق المسلمين، والتركيز على تعزيز الأمور التي توحد الأمة، متناولًا في ذلك رؤية العلامة “محمد إقبال” حول وحدة المسلمين، الذي شبَّه الإسلام بشجرة ذات جذع واحد تتفرع منه أغصان متعددة، أو بنهر تتفرع منه قنوات مختلفة، مما يعكس أن التنوع في الرؤى لا يعني الانقسام.
وقد شهدت الندوة تفاعلًا واسعًا من قبل الحضور، حيث دارت نقاشات معمقة حول أهمية الحوار الإسلامي الإسلامي، والدور الكبير الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الدينية والتعليمية في تعزيز هذه القيم.
آليات توحيد الجهود
تأتي هذه الندوة في إطار الجهود المستمرة لمجلس حكماء المسلمين لتعزيز الحوار الإسلامي، حيث يشارك المجلس في تنظيم “مؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي: أمة واحدة ومصير مشترك”، الذي سيعقد في البحرين خلال الفترة من 18 إلى 19 فبراير المقبل، حيث يشكل هذا المؤتمر امتدادًا لجهود المجلس في تعزيز التواصل بين المذاهب الإسلامية المختلفة، وبحث آليات توحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة التي تواجه الأمة الإسلامية.
وقد شهد جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض لاهور الدولي للكتاب 2025، لليوم الثاني على التوالي، إقبالًا واسعًا من الزوار، حيث حظي الجناح بزيارة عدد كبير من الشخصيات الأكاديمية والإعلامية البارزة، الذين أشادوا بالإصدارات القيمة التي يقدمها المجلس، ومبادراته الرائدة في تعزيز الحوار والتفاهم المشترك بين مختلف المذاهب الإسلامية، فضلًا عن دوره البارز في نشر ثقافة السلام والتعايش بين الشعوب.
ويواصل جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض لاهور الدولي للكتاب استقباله للزوار حتى 9 فبراير، وذلك في مركز إكسبو لاهور بصالة 1، جناح 1-6، حيث يقدّم مجموعة متميزة من الكتب والإصدارات الفكرية والمبادرات التي تسهم في نشر ثقافة السلام والتعايش، الأمر الذي يعكس الدور الريادي للمجلس في توحيد الجهود الإسلامية والعمل على تقريب وجهات النظر بين المسلمين بمختلف انتماءاتهم الفكرية والمذهبية.
