أكد باسم أبو سمية، الباحث السياسي، أن التوقيت الذي اختاره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإعلان عن خطته كان حساسًا للغاية، حيث فاجأ صحفيي العالم وحتى بعض مستشاريه الذين لم يكونوا على دراية مسبقة بالمقترح، مشيرًا إلى أن ترامب، رغم أن تصريحاته بدت في البداية وكأنها مزحة، كان جادًا في طرحه، مستشهدًا بسوابق قراراته، مثل ترحيل آلاف المهاجرين المكسيكيين في قوافل، وهو أمر غير مسبوق.
وأضاف أبو سمية، خلال مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، ببرنامج “منتصف النهار”، المذاع على قناة “القاهرة الإخبارية”، أن غرابة التصريحات ليست جديدة على ترامب، حيث سبق له أن تحدث عن ضم كندا كولاية أمريكية، واستعادة بنما، وحتى شراء جرينلاند، متسائلا: إذا كان العالم الغربي لم ينجح طوال السنوات الماضية في ترجمة حل الدولتين إلى واقع، فكيف سيتعامل الآن مع هذا الطرح؟، موضحًا أن فرنسا وبريطانيا والأمم المتحدة رفضت الفكرة، لكن الرفض لم يتحول إلى أي إجراء عملي ملموس.
تهجير قسري
وأشار الباحث إلى أن هناك مخاوف حقيقية من تنفيذ تهجير قسري تدريجي للفلسطينيين من غزة، في ظل أوضاع إنسانية مأساوية يعيشها سكان القطاع، حيث يبنون الخيام فوق أنقاض منازلهم، وسط غياب أي دعم دولي جاد يساعدهم على البقاء في أراضيهم، مؤكدًا أن هذا السيناريو يمثل عقبة خطيرة أمام إمكانية تحقيق حل الدولتين، الذي فقد مبرراته الجيوسياسية بسبب الصمت الدولي المستمر.
وختم أبو سمية حديثه بأن تصريحات ترامب تسببت في “فرحة فعلية في إسرائيل، وصدمة في العالم العربي”، متسائلًا عما إذا كان هذا الطرح مجرد كلام سياسي أم خطوة حقيقية يمكن أن تتحول إلى واقع، وهو السؤال الذي يترقب الجميع إجابته في الفترة المقبلة.