سنوقع اتفاقا نوويا مع طهران وسيكون هناك احتفال في الشرق الأوسط

أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ،  اليوم (الأربعاء)، إشارة مهمة أخرى مفادها أنه ليس راغباً في شن هجوم عسكري على إيران، بل يريد أن يسعى بكل قوته إلى التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع الجمهورية الإسلامية. 

 

وفي منشور نشره على شبكته الاجتماعية Truth Social، زعم ترامب أن التقارير التي تتحدث عن أن واشنطن، بالاشتراك مع إسرائيل، على وشك مهاجمة المنشآت النووية مبالغ فيها للغاية.

 

وكتب ترامب في المنشور: “أريد أن تكون إيران دولة عظيمة وناجحة، ولكن لا يمكن أن تمتلك أسلحة نووية”، أفضل كثيرا التوصل إلى اتفاق سلام نووي يمكن التحقق منه، والذي من شأنه أن يسمح لإيران بالنمو والازدهار في سلام، ويجب أن نبدأ العمل عليه فورًا، وأن نقيم احتفالًا شرق أوسطيًا كبيرًا عند اكتماله والتوقيع عليه، “الله يبارك الشرق الأوسط!”

والجدير بالذكر أن ترامب أعلن الليلة الماضية أنه منفتح على فكرة تشكيل اتفاق جديد مع إيران بشأن برنامجها النووي، كما أعرب عن استعداده للحديث مع الرئيس الإيراني مسعود بازخشان ، وإذا نجحت هذه الخطوة، فسوف تكون استثنائية، وسوف تذكرنا بالمكالمة الهاتفية التاريخية بين باراك أوباما والرئيس الإيراني حسن روحاني بعد انتخابه رئيساً في بداية العقد الماضي، وكانت تلك المحادثة هي الأولى بين رئيسي البلدين منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979.

 

و قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي صباح اليوم إن مخاوف واشنطن بشأن احتمال قيام طهران بتطوير أسلحة نووية ليست في الواقع مسألة معقدة ، وإذا كان هذا هو ما يزعجها أكثر من غيره فيمكن حلها، وأكد أن إيران لا تريد الأسلحة النووية على الإطلاق، وأن معارضتها لها معروفة، وتتجلى في عضويتها في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وفي الفتوى الدينية التي أصدرها المرشد الأعلى علي خامنئي والتي تحرم حيازة مثل هذه الأسلحة.

 

وجاءت تصريحات ترامب، أمس، حول رغبته في التوصل إلى اتفاق، في الوقت نفسه الذي وقع فيه على مذكرة رئاسية تقضي بإعادة العمل بسياسة الضغوط الاقتصادية القصوى على طهران، في محاولة لسحق اقتصادها وبالتالي إجبارها على التخلي عن الأسلحة النووية.

 وتهدف “الضغوط القصوى” من بين أمور أخرى إلى إلحاق ضرر شديد بعائدات النفط الإيرانية، وأثناء توقيع المذكرة الليلة الماضية، قال ترامب إنها خطوة صعبة وأنه تردد كثيرًا بشأن ما إذا كان سيتخذها أم لا.

و قال وزير الخارجية الإيراني عراقجي، صباح اليوم، إن سياسة الضغوط القصوى الأميركية على طهران هي “تجربة فشلت” خلال ولاية ترامب السابقة، وإذا ما جرى تكرارها فسوف تفشل مرة أخرى.

ويشير مراسلنا إيتامار آيشنر إلى أن إسرائيل كانت تعلم حتى قبل لقاء رئيس الوزراء نتنياهو مع ترامب أمس، أن الرئيس الأميركي متردد في ممارسة الخيار العسكري ضد إيران، معتبراً أنه أكد مراراً وتكراراً أنه لن يبدأ حروباً جديدة بنفسه، ولذلك، كان الأمل الإسرائيلي الرئيسي هو أن يعيد ترامب فرض العقوبات الخانقة على إيران، وقد أعلن بالفعل أنه سيفعل ذلك.

 

وبالإضافة إلى عراقجي، تناولت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني صباح اليوم تصريحات ترامب الليلة الماضية. وعندما سُئلت عن موقف الجمهورية الإسلامية من تصريح ترامب الليلة الماضية بأنه مستعد للتحدث مع بازاخيان، أجابت: “كانت سياستنا الخارجية دائمًا مبنية على مبادئ احترام بلدنا وشعبنا والحكمة والمصلحة، وهذا ينطبق على العلاقات مع جميع البلدان الأخرى. الحكمة تعني مراقبة الأمور جيدًا والوصول إلى فهم صحيح لها”.