شهدت القاعة الدولية اليوم ندوة بعنوان “كتابات الدبلوماسيين المصريين خلال 2024″، وذلك ضمن محور “تجارب في الأدب الدبلوماسي”، في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56. أدار الندوة السفير عمرو الجويلي.
في البداية، رحّب الجويلي بالمنصة الكريمة والضيوف، وأشاد بهذا المحور الذي أولته الهيئة العامة اهتمامًا خاصًا. كما خصّ الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة، بالشكر على تسليطه الضوء على مؤلفات الدبلوماسيين المصريين. وأوضح الجويلي أنه يعمل على توثيق كتاب عن هذه المؤلفات، من المقرر أن يصدر عن الهيئة العامة للكتاب.
وأشار إلى أن متطلبات الوظيفة الدبلوماسية تفرض تحديات كثيرة على الدبلوماسي.
من جانبه، رحّب السفير حسين حسونة بالحضور، مؤكدًا عراقة وزارة الخارجية، قائلاً: “نحن جميعًا نتشرف بالانتماء إليها”. وأشاد بإنشاء هذا المحور الذي يسلط الضوء على الدبلوماسية المصرية ومثقفيها، مشيرًا إلى أن الدبلوماسية ليست فقط أداة سياسية، بل هي أيضًا مصدر مهم للحضارة والتعاون والتفاهم بين الشعوب، وأن الخلفية الثقافية للدبلوماسيين تزيد من قدرتهم على التواصل الفعّال.
اتفاقات وخلافات العرب
وأضاف حسونة متحدثًا عن كتابه “اتفاقات وخلافات العرب”، موضحًا أنه سيرة ذاتية عن والده، مشيرًا إلى أن كتابة السيرة الذاتية أمر صعب، ولكنه يصبح أكثر صعوبة عند الكتابة عن شخص آخر، خاصّةً فيما يتعلق بالصعوبات التي واجهها خلال توليه مناصبه. وأوضح أن حواراته المستمرة مع والده مكنته من فهم الأحداث التاريخية، وأن تناوله لسيرة والده جاء في إطار توثيق الدور الدبلوماسي الذي لعبه.
وتابع السفير حسين حسونة قائلًا إن لوالده إنجازات كبيرة، حيث شغل العديد من المناصب، وكان أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية لمدة 20 عامًا، وهي أطول فترة قضاها شخص في هذا المنصب.
وفي مداخلته، شكر السفير أحمد عقل المنصة الكريمة والحضور، وخصّ بالشكر السفير عمرو الجويلي على جهوده في دعم الدبلوماسية المصرية والمثقفين، ومن بينها هذه الندوة التي تستضيف نخبة من عمالقة الدبلوماسيين.
وأوضح أنه ألّف العديد من كتبه أثناء جائحة كورونا، مشيرًا إلى أنه تناول فيها البلدان التي زارها، مثل القدس والبصرة.
وأشار عقل إلى تأثره العميق بالأشخاص والأحداث التي عايشها خلال مسيرته الدبلوماسية، لافتًا إلى أنه كتب عن القدس في كتاب بعنوان “القدس: المعرفة والقضية”، الذي يضم 15 فصلًا حول القدس والمسجد الأقصى، والمستوطنات، والقرى التي استولت عليها إسرائيل وقامت بتهويدها.
التدوين والتوثيق
ومن جانبها، شكرت السفيرة عبير بسيوني الحضور والمنصة الكريمة، معربة عن سعادتها بالمشاركة في هذه الندوة إلى جانب نخبة من الأساتذة الكبار. وأوضحت أنها تعتمد على التدوين والتوثيق بسبب ضعف ذاكرتها، معتبرة أن الكتابة ضرورية، حيث قالت: “لولا التوثيق، لما استطاعت الحضارات أن تحفظ إرثها الثقافي والمعرفي”.
وأضافت بسيوني أنها عندما تشعر بفكرة تمسّها، فإنها تدقق فيها وتبحث عنها. كما ذكرت أنها ألّفت 20 كتابًا، وكان آخرها كتاب “الألطاف الإلهية”، الذي يتناول ضعف الإنسان وعلاقته بالله، وإيمانه من خلال إدراكه لألطاف الله. وأوضحت أنها اختارت فصول الكتاب لتعكس هذه الفكرة، مشيرةً إلى أنها تسعى إلى تطبيق وطرح الأفكار العلمية والاجتماعية التي قرأت عنها أو صادفتها، متمنية أن يتم تنفيذها بشكل منهجي.
أما السفير محمد عرفي، فقد أعرب عن سعادته بالتواجد مع هذه النخبة من الدبلوماسيين المميزين، مشيرًا إلى أن كتاباته في البداية كانت ذات طابع أكاديمي، لكنه لاحظ أنه مع تقدم العمر، يميل الكاتب أكثر إلى الرواية، حيث تصبح الكتابة تعبيرًا عن الخبرات الحياتية والتفاعلات الإنسانية.
وتحدث عن روايته الجديدة “جاسوس رغم أنفه”، التي تدور حول شاب مصري يعمل في الخليج، ثم يجد نفسه متورطًا في أحداث مثيرة. وأوضح أن الرواية تحمل في طياتها جزءًا من الخبرات الحياتية التي عايشها بنفسه.