أكد النائب الدكتور صلاح حسب الله، المتحدث الرسمي السابق لمجلس النواب، أن رد فعل مجلس النواب المصري، إلى جانب الموقف الشعبي والسياسي الرافض لتصفية القضية الفلسطينية، عكس بوضوح الموقف الثابت للدولة المصرية، والذي جسّده الرئيس عبد الفتاح السيسي في تصريحاته الرسمية الأخيرة.
تهجير الفلسطينيين
وأوضح خلال تصريحات تلفزيونية اليوم، أن هذا الرفض القاطع لفكرة تهجير الفلسطينيين سواء إلى المملكة الأردنية الهاشمية أو إلى مصر، يعبر عن رؤية مصرية واضحة تجاه القضية الفلسطينية، تقوم على التمسك بالثوابت وعدم التفريط في أي شبر من الأراضي الفلسطينية.
خط أحمر
وأشار حسب الله إلى أن تصريحاته حول هذا الملف استندت إلى تأكيدات الرئيس السيسي بأن حدود مصر خط أحمر، وأن أي حلول تتجاوز الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني هي حلول غير مقبولة على الإطلاق.
كما شدد على أن مصر لن تكون وطنًا بديلًا للفلسطينيين، ليس رفضًا لهم، بل حفاظًا على قضيتهم ودفاعًا عن حقوقهم المشروعة.
في سياق متصل في إطار ردود الفعل على الحملة الإعلامية التي استهدفت الرئيس عبد الفتاح السيسي، صرح ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، بأن نشر مثل هذه الصورة في هذا التوقيت، وبعد موقف الرئيس السيسي من التهجير، يعد بمثابة تهديد بأن يكون مصير الرئيس المصري شبيهاً بمصير الرئيس الإيراني السابق.
وأشار الشهابي إلى أن هذه التهديدات جوفاء، مؤكدًا أن مصر لا تقبل بمثل هذه التهديدات، سواء من إسرائيل أو من أي جهة أخرى.
رفض المساس بالسيادة المصرية
وأكد رئيس حزب الجيل الديمقراطي أن موقف مصر من تهجير الفلسطينيين موقف تاريخي، ويعكس التزامها الراسخ بالقضية الفلسطينية، ودعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967، وعاصمتها القدس.
وأوضح أن إسرائيل كسرت أحلامها على صخرة الموقف المصري بقيادة الرئيس السيسي، حيث كانت تأمل في إنهاء ما تعتبره “صداع غزة” عبر تهجير سكان القطاع إلى مصر والأردن، إلا أن الموقف المصري أربك حساباتها تمامًا.
وختم ناجي الشهابي تصريحاته مشددًا على أن إسرائيل تحقد على الرئيس عبد الفتاح السيسي، لأن موقفه الصارم شجع الحكام العرب على رفض مقترح تهجير سكان غزة، مؤكدًا أن الرئيس السيسي كان أول من كشف المخطط الإسرائيلي والداعمين له من الدول الغربية.
موقف السيسي من القضية الفلسطينية
جاءت تصريحات ناجي الشهابي في أعقاب نشر جريدة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية مقالًا تناول تصريحات الرئيس السيسي بشأن القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى موقفه الثابت من رفض تهجير الفلسطينيين.
وكان الرئيس السيسي قد أكد أن مصر ستظل ثابتة في مواقفها الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن ترحيلهم وتهجيرهم يعد ظلمًا تاريخيًا لا يمكن أن تشارك فيه مصر، ومحذرًا من عواقب مثل هذه المحاولات على الأمن القومي المصري.
كما شدد الرئيس في تصريحاته على أن مصر ستواصل سعيها لتحقيق السلام القائم على حل الدولتين، مشيرًا إلى أن أي حلول لا تضمن حقوق الفلسطينيين ستكون غير قابلة للتطبيق. وأكد أن مصر عازمة على التنسيق مع المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، لدعم التوصل إلى تسوية عادلة.
من جهة أخرى، أشار الرئيس السيسي إلى أهمية تعزيز دور القانون والمؤسسات القضائية في التصدي للتحديات التي تهدد كيانات الدول، مع ضرورة العمل الجماعي على المستويين الإقليمي والدولي، مثل وضع قواعد دستورية إفريقية مشتركة، لمواجهة هذه التحديات الأمنية والسياسية.
