استضافت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 ندوة بعنوان “استراتيجيات مواجهة القضايا المجتمعية”، نظمها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، وتحدث فيها كل من الدكتورة إيناس الجعفراوي، سامح المحمدي، الشيماء علي، والدكتورة هند نجيب، فيما أدارت الندوة الدكتورة هالة رمضان.
معرض القاهرة الدولي للكتاب
في البداية، أعربت الدكتورة هالة رمضان عن سعادتها بتواجدها في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي أصبح فعالية عالمية تمثل فخرًا للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، المشاركة في ندواته.
ثم تابعت حديثها حول عنوان ندوة اليوم “استراتيجيات مواجهة القضايا المجتمعية”، مشيرة إلى أن الندوة ستتناول أربع قضايا تُعد من أهم القضايا التي تواجه المجتمع المصري، وهي: قضية التعاطي والإدمان، وقضية مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الأسرة، وقضية الهجرة غير الشرعية، وقضية الجرائم الإلكترونية.
من جانبها، قالت الدكتورة إيناس الجعفراوي إن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية قد أجري دراسات معمقة حول التعاطي والمخدرات، وأسس وحدة بحوث المخدرات التي تدرس الظواهر المتعلقة بالمخدرات من جوانب متعددة التخصصات.
وأوضحت أن المركز يركز في دراسته على الفئات التي تتعاطى المخدرات، حيث يدرس أنواع المخدرات وتأثيراتها في طبقات مختلفة مثل الطلاب، العمال، فئات الشباب والكبار، والتعليم الثانوي والصناعي.
حملات توعية
وأضافت أن المركز يقوم أيضًا بتنظيم حملات توعية ضد المخدرات في جميع المحافظات، وله إسهام كبير في تعديل قانون المخدرات رقم 122 لسنة 1989.
كما أكدت أن مشكلة المخدرات تُعد قضية عالمية وإقليمية ومحلية وفردية، وهناك اتفاقات بين الدول لمكافحة ظاهرة المخدرات، حيث تُعتبر المناطق التي تشهد صراعات هي الأكثر تعرضًا لتصنيع المخدرات.
أما الدكتورة الشيماء علي عبد العزيز، فتحدثت عن العلاقة بين الأسرة ومواقع التواصل الاجتماعي، معتبرة أن هذا الموضوع يمس كل فرد في المجتمع.
وأوضحت أنها أجرت دراسة حول تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الأسرة، شملت 4 آلاف من الأطفال وأولياء الأمور. وأظهرت نتائج الدراسة أن أعلى نسبة استخدام لمواقع التواصل كانت للأطفال في سن الـ15 عامًا، وأن أبرز التطبيقات المستخدمة كانت تيك توك وفيسبوك، وذلك بهدف التواصل مع الأصدقاء، مشاهدة الأفلام، والاستماع إلى الأغاني، وممارسة الألعاب الإلكترونية.
المحتوى الساخر
كما أشارت إلى أن المؤثرين الأكثر تأثيرًا على الأطفال هم مقدمو المحتوى الساخر. وعن المخاطر، أكدت أن هناك حاجة لمتابعة ما يتابعه الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن أبرز المخاطر التي يتعرض لها الأطفال تشمل التحرش الإلكتروني، على الرغم من أن هذه المواقع أيضًا كان لها آثار إيجابية على الأطفال، حيث جعلتهم منفتحين على الآخرين، وزادت من ثقتهم بأنفسهم، وساهمت في تنمية ثقافتهم.
وفيما يتعلق بقضية الهجرة غير الشرعية، تحدث الدكتور سامح المحمدي مؤكدًا أنها قضية شائكة، وأن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية قد كان له دور كبير في دراسة هذا الموضوع بهدف وضع صورة واقعية له أمام صانع القرار.
وأوضح أن الهجرة غير الشرعية تعد ظاهرة ذات أسباب اقتصادية، حيث يبحث الأفراد عن فرص عمل في البلدان ذات الأجور المنخفضة، بالإضافة إلى العوامل الاجتماعية مثل التفكك الأسري، وشيوع التقليد الأعمى للتجارب السابقة.
كما لفت إلى غياب التشريعات القانونية التي تعالج الهجرة غير الشرعية وتضع القوانين الملائمة لها. وتابع قائلاً إن دراسات المركز أظهرت أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية تميزت بالذكورية، حيث إن غالبية المهاجرين تتراوح أعمارهم بين 14 و39 عامًا، وهم إما لا يعملون أو يعملون في مهن موسمية وغير دائمة.
وأضاف أن الأسرة تلعب دورًا كبيرًا في تغذية هذه الظاهرة، كما أن الكثير من المهاجرين يتسربون من التعليم.
أما الدكتورة هند نجيب فقد تحدثت عن قضية الجرائم الإلكترونية، مؤكدة أنه مع الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا في حياتنا اليومية، أصبحت هذه الجرائم تمثل تحديًا كبيرًا.
وأوضحت أن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية كان قد استشعر خطورة الجرائم الإلكترونية منذ سنوات، وقام بإجراء العديد من الأبحاث حول هذا الموضوع.
الجرائم الإلكترونية
وأشارت إلى أن من أبرز أسباب وقوع الجرائم الإلكترونية هو عدم استخدام برامج حماية للكمبيوتر والهاتف المحمول، مما يسهل اختراق الأجهزة.
وأضافت أن الجرائم الإلكترونية تُعد جرائم عابرة للحدود، حيث تتم في الخفاء ومن الصعب إثباتها من خلال الشهود.
كما لفتت إلى أن الجرائم الإلكترونية تشمل الجرائم التقليدية مثل السب والقذف وتشويه السمعة، بالإضافة إلى جرائم جديدة مثل سرقة المعلومات والبيانات وسرقة الحسابات المالية.