مناقشة “رأيت العالم من الجانبين” للبرلماني رامي جلال في معرض الكتاب

ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت قاعة “فكر وإبداع” ندوة ثقافية لمناقشة كتاب رأيت العالم من الجانبين، للكاتب د. رامي جلال، عضو مجلس الشيوخ، والصادر عن دار ليان للنشر والتوزيع.

 

شهدت الندوة مشاركة عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، والكاتب هاني لبيب، رئيس تحرير موقع مبتدا، وأدارت الحوار د. دينا عبد الكريم، وسط حضور لافت من البرلمانيين والسياسيين.

 

افتتحت د. دينا عبد الكريم النقاش بالإشارة إلى أن الكاتب يتمتع بشخصية محبوبة بالفطرة، مؤكدة أن مقدمة الكتاب أجابت على العديد من التساؤلات.

وزير الثقافة الأسبق خلال الندوة 

 

أسلوب سهل ومباشر

كما أشادت باختيار عنوان الكتاب، الذي يعكس تجربة الكاتب الأكاديمية والدولية، مشيرة إلى أسلوبه السهل والمباشر في تناول موضوعات جريئة.

 

من جانبه، أعرب حلمي النمنم عن سعادته بالمشاركة في الندوة، موضحًا أن السير الذاتية غالبًا ما تحتوي على تفاصيل صغيرة تمنحها قيمة كبيرة.

 

وأشار إلى أن الكتاب يتناول تجربة رامي جلال السياسية، لا سيما فترة ترشح والده، جلال عامر، لمجلس الشعب، متمنيًا لو توسع الكاتب في هذا الجانب. كما تطرق إلى تحليل الأجواء السياسية في مصر حتى عام 2010، مشيدًا برصد الكاتب للاجتماعات المغلقة في العمل السياسي وتفاصيله حول الصحافة والإعلام، ما يجعله مادة خصبة لدراسة أكاديمية.

 

كشف د. رامي جلال عن أن النسخة الأولية من كتابه تجاوزت 300 صفحة، لكن تم اختصارها بالتنسيق مع الناشر، مع التخطيط لإصدار جزء ثانٍ يتعمق في التفاصيل. كما أوضح أن اختيار صورته للغلاف جاء بسبب ضيق الوقت قبل الطباعة.

 

وتحدث عن رؤيته للعالم من خلال تجربتيه في القطاعين العام والخاص، مؤكدًا أن الخبرة في المجالين تمنح منظورًا أكثر شمولية.

 

كما أشار إلى أن عنوان المقدمة يحمل عبارة: “ليس كل ما يُعرف يُقال”، معترفًا بأنه لم يكن راضيًا تمامًا عن الإصدار الأول، متمنيًا لو تضمن المزيد من التفاصيل.

جانب من جمهور الندوة 

 

نشأة الكاتب في حارة اليهود

تناول الكتاب نشأة الكاتب في حارة اليهود بالإسكندرية، حيث روى موقفًا واحدًا فقط عن صداقته مع أشخاص غير صالحين، ما أكسبه بعض العادات السيئة، لكنه تلقى درسًا ثقافيًا من والده الذي أهداه ديوان المتنبي، فكانت لحظة فارقة بين المعرفة والقوة. كما تحدث عن تعليمه في مدارس اللغات الراقية بالإسكندرية.

 

أما عن تجربته البرلمانية، فقد استعرض الانتخابات البرلمانية التي خاضها والده عام 1995 وما شابها من تجاوزات، حيث بيعَت الأصوات بشكل علني.

 

وأشار إلى أن بعض سماسرة الانتخابات صوّتوا ضد والده، مما أثر عليه نفسيًا، بينما واجه مواقف مماثلة في انتخابات 2000. وأوضح أن الأقدار شاءت أن يصبح نائبًا في البرلمان عام 2020.

تطرق الكاتب إلى محطات مؤثرة، منها مرض والده في أيامه الأخيرة وتلقيه اتصالًا من الفنان عادل إمام، بالإضافة إلى مواجهته لسماسرة الانتخابات خلال العزاء، حين قال لهم: “اللي خلّف ما ماتش”. كما خصص جزءًا من الكتاب لشهادته عن ثورة يناير، متناولًا واقعة اقتحام قسم الجمرك، مؤكدًا أن الحل يكمن في حسن التعامل لتحقيق السلام الاجتماعي.

 

كما استعرض موقفًا مهمًا في أواخر 2014، حين تلقى اتصالين فارقين: الأول من مصطفى حجازي، يدعوه للانضمام إلى قائمة انتخابية مع المعارضة، لكنه انسحب لاحقًا بسبب بعض الأسماء غير المقبولة، مما عرضه لصعوبات. أما الاتصال الثاني فكان من رئاسة الجمهورية، ضمن مجموعة من 23 شخصية، لمناقشة دور الإعلام في تكوين رؤية برلمانية.

 

الدكتور محمد البرادعي

تحدث الكاتب أيضًا عن موقفه من د. محمد البرادعي، معتبرًا أن انسحاب الأخير من الانتخابات كان نوعًا من المزايدة السياسية، ما أدى إلى اشتباك بينهما على تويتر، مؤكدًا أنه لم يغيّر رأيه في الكتاب. كما كشف عن تلقيه اتصالًا بشأن تعيينه في البرلمان، لكنه لم يتم لأسباب ذكرها في الكتاب.

 

أشاد الكاتب هاني لبيب بأسلوب رامي جلال، الذي يتميز بالسرد البسيط وتضمين الحكايات، مشيرًا إلى أنه حتى عند تناوله للموضوعات السياسية، كان يدمج الجانب الإنساني في تعابيره. كما لفت إلى استخدامه لعناوين مثيرة، معتبرًا أن الكتاب، كتجربة أولى، يمثل خطوة ناجحة، حيث أتاح للقارئ رؤية العالم من خلال عيني الكاتب.

 

وفي ختام الندوة، أشار هاني لبيب إلى أن التاريخ يكتبه المنتصرون، لكن السير الذاتية الحقيقية يكتبها المبدعون، فهي تمثل جزءًا مهمًا من التاريخ الاجتماعي والسياسي الذي لا نجده في كتب السياسة التقليدية.