استضافت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة بعنوان “اتجاهات الشرق الأوسط في عام 2025″، شارك فيها كل من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، واللواء محمد إبراهيم الدويري، واللواء محمد مجاهد الزيات، والدكتور حسن أبو طالب، والدكتور جمال عبد الجواد، وقد قدم الندوة الدكتور صبحي عسيلة.
بناء استراتيجية مصرية جديدة
في البداية، رحب الدكتور صبحي عسيلة بالحضور والمشاركين في الندوة، قائلاً إن ندوة اليوم بعنوان “شرق أوسط متغير.. نحو بناء استراتيجية مصرية جديدة” تهدف إلى بحث مواجهة التحديات التي يشهدها الشرق الأوسط، الذي يشهد تغيرات خطيرة ومتسارعة.
وأوضح أن الأحداث في المنطقة لا تكاد تستقر على حال حتى تدخل في أزمة جديدة، مما جعل الإقليم في دائرة من الأزمات المستمرة. وأكد أن هذا يمثل تحديًا كبيرًا أمام صناع القرار في الشرق الأوسط، حيث تم تسليط الضوء على أبرز الأزمات التي تمثل خطرًا أكبر من غيرها، مثل القضية الفلسطينية التي تظل حاضرة، والقضية السورية، بالإضافة إلى تهديد أمن البحر الأحمر بسبب الحوثيين في اليمن.
من جانبه، تحدث اللواء محمد إبراهيم الدويري نائب رئيس المركز المصري للدراسات الاستراتيجية عن دور مصر في القضية الفلسطينية، مؤكداً أن كل من ينتقص من الدور المصري في هذه القضية كأنما ينكر وجود الشمس، لأن مصر كانت حاضرة في القضية الفلسطينية منذ عام 1948، وهي قضية أمن قومي لمصر.
وأضاف أن مصر تتميز بعدة أمور في علاقتها بالقضية الفلسطينية، أولها أن علاقات مصر قوية جدًا مع السلطة الفلسطينية، وثانيًا أن مصر لها علاقات قوية مع جميع الفصائل الفلسطينية، وثالثًا أنه لم يكن منطلق تعامل مصر مع القضية الفلسطينية يومًا بدافع المصلحة.
كما استعرض الدويري دور مصر في عدة محطات تاريخية بالقضية الفلسطينية، مثل دورها في صفقة جلعاد شاليط، حيث بدأ التفاوض بعد اختطافه من قبل المقاومة، واستمرت المفاوضات لمدة خمس سنوات ونصف، وفي النهاية تم الإفراج عن 1100 أسير فلسطيني مقابل جندي إسرائيلي واحد في نوفمبر 2011. وتحدث أيضًا عن دور مصر في وقف الحروب خلال الأزمات التي شهدتها غزة، مشيرًا إلى أن مصر تدخلت في أحداث 7 أكتوبر 2023 لوقف الحرب ورفضت تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين إلى مصر.
وفي ختام حديثه، أكد على ضرورة تأمين سيناء بشكل كبير وتنفيذ اتفاقات الهدنة وعدم السماح بالتهجير، مع دعم مصر لإقامة الدولة الفلسطينية، لأن “بدون إقامة الدولة الفلسطينية لا استقرار في المنطقة”.
أما اللواء محمد مجاهد الزيات، فقد تحدث عن الأوضاع في سوريا، موضحًا أن ما يحدث في سوريا لا يمكن النظر إليه بمعزل عن ما يحدث في فلسطين، حيث تم قطع أذرع إيران في غزة، ممثلة في حماس وحزب الله في لبنان، بالإضافة إلى سقوط النظام السوري.
وأوضح أن أحمد الشرع، الذي أصبح رئيسًا لسوريا بلا مؤسسات، يواجه تحديات كبيرة، مثل دمج الفصائل التي دعمته للوصول إلى الحكم، كما أكد أن النظام السوري يسعى لفرض سيطرته على الأوضاع وتحسين صورته.
وأشار الزيات إلى أن إسرائيل قد تمددت في سوريا حتى وصلت قرب ريف دمشق، كما امتدت إلى شريط حدودي في درعا. وذكر أن مصر تعاملت مع هذه المتغيرات وفقًا لمصلحة الأمن القومي المصري، وكان هناك قلق من أن ينتهي النظام السوري بعدم الاستقرار، مما دفع القيادة المصرية إلى التريث والتعامل مع الوضع الحالي باعتباره حكومة مؤقتة.
من جهته، أكد الدكتور حسن أبو طالب أن مصر هي قطب أساسي في منطقة الشرق الأوسط، وأن أي تغيير في هذه المنطقة يمس مصالح مصر بشكل مباشر. وأوضح أن أمن البحر الأحمر يمثل تحديًا كبيرًا، حيث يعتبر جزءًا من الأمن القومي المصري، لكون البحر الأحمر يعد منطقة عبور دولية بين الشرق والغرب، بالإضافة إلى مرور السفن عبر قناة السويس.
وأضاف أبو طالب أن الحرب الإسرائيلية على غزة دفعت جماعة الحوثيين إلى المشاركة في مواجهة الاحتلال، من خلال إطلاق عدة صواريخ تجاه إسرائيل والسفن الإسرائيلية والبريطانية والأمريكية المتجهة إلى إسرائيل. وأشار إلى أن هذه الأحداث أثرت على مصر، حيث تراجعت حركة السفن في البحر الأحمر، مما أدى إلى انخفاض الإيرادات التي تحصل عليها مصر من قناة السويس.
وفي ختام حديثه، أكد على أن مصر تسعى إلى تطوير ممر قناة السويس وتعزيز التعاون الإقليمي مع الدول المشاطئة للحفاظ على أمن البحر الأحمر ومواجهة التحديات مثل القرصنة أو الحروب، مشددًا على أن البحر الأحمر يمثل قضية أمن قومي عليا للمصالح المصرية.
أما الدكتور جمال عبد الجواد، فقد تحدث عن العنف والصراعات المسلحة المتزايدة في إقليم الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن المنطقة تشهد أكبر استثمارات في التسليح على مستوى العالم. وأوضح أن هناك اتجاهاً لكسر المحرمات في المنطقة، مثل تهديد حرية الملاحة في البحر الأحمر، مما يعيد المنطقة إلى ما يشبه عصور القرصنة.
وختم حديثه بالتأكيد على أن التغيرات في المنطقة مدفوعة بالصراع العربي الإسرائيلي، وأنه لن تهدأ المنطقة دون حل القضية الفلسطينية.
وفي ختام الندوة، تحدث الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة عن تاريخ الصراعات في الشرق الأوسط، وكيف انتقلت من أوروبا إلى الشرق، مما أدى إلى تشكيل دول واقتصاديات جديدة.
وأوضح أن مصر منذ عام 2014 كانت بحاجة إلى تنمية، حيث بدأنا من الصفر وكان الاقتصاد مرهقًا، لكن بفضل تماسك الجيش المصري استطاعت الدولة المصرية الحفاظ على وحدتها وتماسكها، وإعادة بناء اقتصاد قوي.
وأشار إلى أن أولويات الدولة المصرية منذ عام 2014 كانت السلام وعدم الاعتداء على أي طرف مهما كان. والدولة المصرية، عملت على تحسين الوضع الاقتصادي ورفع مستوى التعليم.