كما لو كانوا جنودا.. وثائق مسربة تكشف مشاركة مايكروسوفت في الحرب الإسرائيلية

كشفت الوثائق التي حصلت عليها صحيفة الجارديان  أن عشرات الوحدات في الجيش الإسرائيلي اشترت خدمات من منصة الحوسبة السحابية Azure التابعة لشركة Microsoft في الأشهر الأخيرة  خلال الحرب على غزة.

 

وبما في ذلك وحدات في القوات الجوية والبرية والبحرية، بالإضافة إلى فرقة الاستخبارات النخبوية، الوحدة 8200، كما قدمت Microsoft للجيش إمكانية الوصول المكثف إلى نموذج لغة GPT-4 من OpenAI، وهو المحرك وراء ChatGPT، وذلك بفضل الشراكة الوثيقة  بين الشركتين. 

 

الذراع التكنولوجية للاستخبارات الإسرائيلية

وبحسب إحدى الوثائق،  التي كشفت عنها صحيفة الجارديان، فإن الوحدة 81، الذراع التكنولوجية لقسم العمليات الخاصة التابع لمديرية الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية التي تصنع معدات المراقبة لمجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، تتلقى أيضًا خدمات سحابية ودعمًا من Azure التابعة لشركة مايكروسوفت.

 

وتشير الوثائق أيضًا إلى أن نظام “رولينج ستون”، الذي يستخدمه الجيش لإدارة سجل السكان وحركة الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، يتم صيانته بواسطة Microsoft Azure كما يتم استخدام Azure في وحدة سرية للغاية داخل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث يُطلب من موظفي Microsoft الحاصلين على تصريح أمني التوقيع والإشراف على توفير الخدمات السحابية.

 

وبحسب الوثائق، فإن خدمات الذكاء الاصطناعي التي اشترتها وزارة الدفاع من مايكروسوفت تشمل الترجمة حوالي نصف متوسط ​​الاستهلاك الشهري خلال العام الأول من الحرب، ونموذج OpenAI GPT-4 (حوالي ربع الاستهلاك)، وأداة تحويل الكلام إلى نص، وأداة تحليل المستندات التلقائية، وفي أكتوبر 2023، قفز استهلاك الجيش الشهري لخدمات الذكاء الاصطناعي التي تقدمها Azure سبعة أضعاف مقارنة بالشهر الذي سبق الحرب، وبحلول مارس 2024، كان أعلى بمقدار 64 مرة.

 

خبراء مايكروسوفت جزءاً لا يتجزأ من فرق الجيش الاسرائيلي

وتظهر الوثائق كذلك أن موظفي مايكروسوفت يعملون بشكل وثيق مع وحدات في الجيش الإسرائيلي لتطوير المنتجات والأنظمة، وقد اشترت عشرات الوحدات خدمات هندسية موسعة من مايكروسوفت، حيث يصبح خبراء مايكروسوفت جزءاً لا يتجزأ من فرق الجيش الاسرائيلي، وفقاً لموقع الشركة على الإنترنت. 

وقال ضابط استخبارات لموقع 972، أنه خدم في دور تكنولوجي في الوحدة 8200 في السنوات الأخيرة، وعمل بشكل مباشر مع موظفي Microsoft Azure قبل 7 أكتوبر لتطوير نظام مراقبة يستخدم لمراقبة الفلسطينيين، إن مطوري الشركة أصبحوا مندمجين للغاية لدرجة أنه أشار إليهم باعتبارهم أشخاص يعملون بالفعل مع الوحدة، كما لو كانوا جنودًا. 

 

 

وأضاف المصدر أنه خلال مرحلة التطوير، حضر موظفو مايكروسوفت أزور اجتماعات في قاعدة عسكرية لفحص إمكانية بناء نظام المراقبة فوق البنية التحتية السحابية للشركة. وقال: “كانت الفكرة أن يتم إدارة هذا الشيء في أزور، لأنه يستخدم قدرًا كبيرًا من البيانات”.

 

 

وقد أكدت سبعة مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية والجيش وصناعة الأسلحة أن الجيش أصبح منذ السابع من أكتوبر يعتمد بشكل متزايد على الخدمات التي يشتريها من مقدمي خدمات الحوسبة السحابية المدنية للأنشطة العملياتية في غزة. 

 

ووفقاً لمصادر الجيش، فإن مساحة التخزين وقوة المعالجة التي توفرها شركات الحوسبة السحابية تمكن الجنود من الاستفادة من كميات أكبر كثيراً من المعلومات الاستخباراتية  ولفترات أطول من الزمن ، مما يمكنهم الاحتفاظ به على خوادمهم الداخلية.