كنا نعيش في سجون أشبه بالقبور والاحتلال تفنن في تعذيبنا جسديًا

“كنا نعيش في سجون أشبه بالقبور.. وكان مجهولًا لا يمكن وصفه”.. بهذه الكلمات بدأت الأسيرة الفلسطينية المحررة  خلال صفقة تبادل الأسرى، رولا حسنين حديثها مع “مصر تايمز”، وكشفت شهادتها عن عمق معاناة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الاسرائيلي الذين لا يزالون يرزحون خلف قضبان السجون الفولاذية وجدرانها السميكة، يكابدون ظلم السجان وقهر الغياب عن الأهل والأحباب.

 

في البداية.. من هي رولا حسنين؟

رولا إبراهيم حسنين، تعمل صحفية، وشهرتها (أم إلياء)، حيث أمضت في سجون الاحتلال الإسرائيلي 10 أشهر، وروت الأسيرة الفلسطينية المحررة لـ”مصر تايمز” معاناة الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال.

 

حدثينا عن أسباب اعتقالك من قبل الاحتلال؟

قصة اعتقالي كانت حالة مآساوية حيث اقتحمت قوات الاحتلال منزلي، وعاثت فيه فسادا، وكانت طريقة الاعتقال  وحشية، وتم تكبيل يدي في غرفة النوم، وتم حرماني من وداع طفلتي وزوجي، ولم يتركوا لي مجالا حتى بالتفكير أو الحديث مع زوجي حول الاهتمام بأبنتي.

 

أمر اعتقالي يعد جريمة في حق الإنسانية، وهم يعلمون أن ابنتي تبلغ من العمر 9 أشهر فقط وبالتالي فهى رضيعة.

 

 

ما التهمة التي وجهت إليك؟

اتُهمت بالتحريض من خلال عملي الصحفي، ولا أعلم مدى منطقية اعتقال أي شخص نتيجة التعبير عن رأيه عبر منصات السوشيال ميديا.

 

كيف كانت المعاملة داخل السجون الإسرائيلية؟

كانت المعاملة في السجون الإسرائيلية سيئة وقاهرة ومأساوية، حيث كان الاحتلال يتفنن في تعذيبنا جسديا وقهرنا نفسيا، وتعرضنا لعدد من حالات القمع الجماعية والفردية، وتعرضت للتفتيش عارية في كثير من المرات.

 

الاحتلال صادر ملابسنا كافة وجزء كبير من الملابس الشرعية، كان يعاملنا بطريقة فظة جدا من الناحية النفسية، وبالنسبة للغذاء كانت هناك كمية قليلة جدا من الطعام ذات جودة سيئة وغير لائقة أن يتناولها إنسان.

 

 

حدثينا عن الظروف المعيشية التي تعيشها الأسيرات في المعتقلات الإسرائيلية؟

الظروف المعيشية التي تعيشها الأسيرات في سجون الاحتلال كانت صعبة جدا، نحن منقطعون تماما عن الخارج، لا نتواصل مع أهلنا، نعيش في قبور ومجهول لا يمكن وصفه، إن إدارة سجون الاحتلال تسيطر سيطرة  كاملة من حيث الطعام والشراب وساعات النوم حتى الإنارة تم منعها عنا في ساعات الليل.

 

ما تعليقك على صفقة طوفان الأقصى؟

نحن كنا ننتظر حريتنا بفارغ الصبر، ونحمد لله عليها.. ونسأل الله الحرية لباقي الأسرى والأسيرات.

 

صفِ لنا شعورك بعد الإعلان عن نجاح الاتفاق وصفقة تبادل الأسرى؟

دعيني أخبرك أنه لم يتم إعلامنا بنجاح الإتفاق حيث أن إدارة سجون الاحتلال كانت تهدف إلى تغييبنا عن الواقع والحياة خارج السجون الإسرائيلية.

 

كيف تمت إجراءات الإفراج داخل سجون الاحتلال؟

علمنا من إدارة السجن قبل خروجنا من المعتقل بنصف ساعة حيث طلبوا منا إرتداء الملابس وعدم إبداء هي فرحة وإلا سيتم معاقبة من تبدي فرحتها  بالتحرر، ثم مضينا في إجراءات صعبة جدا وتنكيلية وتعذيبية للروح والجسد والنفس، حيث  تم إلقاؤنا على الأرض وتم تفتيشنا عاريا، وسحلنا من سيارات النقل إلى معتقل عوفر بطريقة وحشية جدا، ولكن ما كان يصبرنا ويدفع  بأنفسنا الأمل أنها سويعات قليلة ونلتقي بأهلنا.

 

وما شعورك بعد إطلاق سراحك؟

شعوري بعد إطلاق سراحي، مختلط المشاعر كان ما بين خوف وترقب كبير، الخوف من أن تكون الصفقة ليست على مرحلة واحدة فنترك خلفنا بعض الأسيرات، الخوف من عدم خروجنا في هذه الصفقة فبالتالي سيتطلب منا الانتظار مزيد من الأيام القاهرة علما بأن الساعة الواحدة في الأسر تعادل آلاف السنوات.. لكن الحمد لله كنا نعتقد أنه حلم ولكنه تحقق.