الأمانة أساس الأخلاق وليس في المال والودائع فقط

قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، إن قوله تعالى في قصة سيدنا لوط عليه السلام: “إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ”، يدل على أن أولى الناس بالنصح والإرشاد هم الأقرب إليك من أهل وأقارب، بل إن هذه القصة تُظهر أهمية الأمانة في العمل الدعوي والتوجيه.

وأوضح رئيس جامعة الأزهر السابق، خلال حلقة برنامج “هدايات الأنبياء”، المذاع على قناة الناس اليوم الجمعة، أن الأمانة ليست فقط في حفظ ودائع الناس، بل هي أساس الأخلاق، ورأس الخلق، وهي صفة أساسية لا بد من توافرها في كل داعٍ إلى الحق والصراط المستقيم.

 

وأضاف الدكتور الهدهد أن الأمانة هي صفة ثابتة لكل نبي، ولم يعارضها قوم من قبل، بل كانت أولى الصفات التي يعرف بها الأنبياء بين قومهم قبل أن يُوحى إليهم أو يُبعثوا، مشيرا إلى أهمية أن يكون الإنسان حريصًا على أن يكون ذا سمعة طيبة بين قومه، فالسمعة الطيبة تسهل قبول النصح والإرشاد، ويجب على المرء أن يعمل جاهدًا للحفاظ على هذه السمعة منذ صغره، حتى يكون له تأثير إيجابي في مجتمعه.

 الأمانة أساس الأخلاق

وقال إن الأمانة في الإسلام هي الأصل الذي تبنى عليه جميع الصفات الإنسانية الطيبة، مشيرًا إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي رواه سيدنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، حيث قال: “إن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال”، وهذا يدل على أن الأمانة هي أساس الأخلاق، ومن دونها لا يمكن أن يتم تبليغ الرسالة أو تقديم النصيحة بشكل صحيح.

 

كما لفت إلى أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يُعرف بين قومه بالأمانة، على الرغم من معارضتهم له، وكانوا يضعون أماناتهم عنده، حتى في الوقت الذي كانوا يحاربونه فيه وهذا يبين لنا أهمية الأمانة في التعامل مع الناس وفي تبليغ الرسالة.