أكدت الدكتورة منة بدوي، استشارية الصحة النفسية، أن تعليم الأطفال كيفية التعبير عن مشاعرهم بشكل صحي، يساعد فى حمايتهم من التنمر، مشيرة إلى أنه من ذكاء الأم العاطفي أن تعلم طفلها أن يحترم غضبه ويعرف كيف يعبر عنه، تمامًا كما يُعلمه كيفية التعبير عن فرحه وسعادته، كثير من الأحيان، نتعامل مع مشاعر الطفل بعدم التقدير عندما يغضب، مما يجعل الطفل يظن أن الغضب أمر غير مقبول، وفي النهاية قد يلجأ لكتمان مشاعره، مما يؤثر عليه نفسيًا في المستقبل.
وأوضحت استشارية الصحة النفسية، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة ببرنامج “البيت”، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الطفل يتأثر بشكل غير مباشر بمعتقدات وسلوكيات والديه، حيث قد يسمع كلمات قوية ومؤذية رغم نية الأب أو الأم الطيبة.
وأضافت: “على سبيل المثال، كثيرًا ما نسمع الآباء يقولون لأطفالهم كلمات مثل: ‘خدي بالك، بقتي شبه…’ أو ‘ما تكليش كتير عشان بقيتي…’ هذه الكلمات رغم أنها قد تكون نابعة من حب الأب أو الأم، إلا أنها قد تترك أثرًا سلبيًا في نفس الطفل، وتؤثر على ثقته بنفسه”.
وتابعت استشارية الصحة النفسية تحذر الأمهات من تصرفات تجعل الأبناء عرضه للتنمر: “أحيانًا، نحن نقوم بتعليم أطفالنا سلوكيات غير صحيحة دون قصد، مثل إظهار العنف في التعامل مع الآخرين داخل البيت، ثم نطالبهم بالخروج إلى المجتمع والتعامل بعنف مع من يضايقهم، وهذا يؤثر سلبًا على نموهم النفسي والاجتماعي”.
وأشارت إلى أن أهمية بناء شخصية الطفل تبدأ من المنزل، حيث يجب أن يتعلم الطفل كيف يعبر عن مشاعره بطريقة محترمة وصحية، وكذلك كيفية التعامل مع المواقف المختلفة دون اللجوء إلى العنف أو الانتقام.
وقالت: “الانتقام والعنف لا يجلبان الراحة النفسية، بل يزيدان من الأزمات الداخلية، يجب أن نعلم أطفالنا كيف يواجهون مشاكلهم بطريقة هادئة، ويُفهمون أن الحلول المبنية على الحوار والاحترام المتبادل هي الأجدى”.