نستقبل يوما بعد يوم المزيد من الإنجازات التكنولوجية الهائلة، إذ يبتكر العقل البشري باستخدام الذكاء الاصطناعي في كل دقيقة ما يمكن تطويعه من أجل خدمة البشرية، وفي هذا الصدد بدأ العلم يتوغل إلى العقل البشري ليطلع على ما به من أفكار ونوايا، إلا أن هذا الأمر قد نتوقف عنده قليلا لنعلم حقيقته، فهو في الواقع أمر أشبه بالخيال، فأنى للتكنولوجيا الحديثة أن تتدخل في قراءة نوايا وأفكار البشر؟
في ضوء ما سبق، استطاع باحثون في معهد دايجو كيونغبووك للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية، في تطوير شبكة عصبية باستخدام الذكاء الاصطناعي يمكنها قراءة موجات الدماغ بدقة شديدة باستخدام معلومات محددة، ما يعد اختراقاً علمياً كبيراً يكشف عن تفكير الإنسان ونواياه.
ونستعرض خلال السطور التالية كل ما يخص نموذج الذكاء الاصطناعي الذي يعمل على قراءة نوايا البشر.
نموذج الذكاء الاصطناعي لقراءة نوايا البشر
نجح باحثون بقيادة البروفيسور سانغهيون باك في معهد دايجو كيونغبووك للعلوم والتكنولوجيا في كوريا الجنوبية، في تطوير شبكة عصبية باستخدام الذكاء الاصطناعي يمكنها قراءة موجات الدماغ بدقة شديدة باستخدام معلومات محددة، ما يعد اختراقاً علمياً كبيراً يكشف عن تفكير الإنسان ونواياه، وفقاً لما أفادت به صحيفة تيك إكسبلور الكورية الجنوبية.
ووفقاً للبروفيسور الكوري سانغهيون باك، المسؤول عن الدراسة البحثية، طور فريق البحث نظاماً معقداً يتكون من مراحل عدة بهدف تحليل البيانات وتنقيتها من الضوضاء، وذلك باستخدام نموذج متطور من أنظمة الذكاء الاصطناعي، تمكنت الخوارزميات الخاصة به من قراءة نوايا المشاركين بدقة بلغت 76 %، أي التصرفات والحركات التي يفكرون بها قبل تنفيذها.
كيفية توظيف نموذج الذكاء الاصطناعي لقراءة نوايا البشر
وقال باك: «ستستمر تقنيتنا في التطور حتى يمكن استخدامها بشكل أكثر شمولية في تحليل الإشارات الحيوية المختلفة، مما قد يفتح الباب أمام تطبيقات واسعة في مجالات مثل الطب، والروبوتات، وواجهات التفاعل بين الدماغ والحاسوب».
ويعد هذا البحث خطوة مهمة نحو فهم أفضل لكيفية عمل الدماغ البشري وتحويل نوايا الأفراد إلى إجراءات فعلية باستخدام الذكاء الاصطناعي، وقد تكون لهذه التقنية تطبيقات مستقبلية في مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات الحركية.
أنواع موجات الدماغ
وتصدر دماغ الإنسان “المخ” عددا من الموجات في شكل إشارات عصبية بالاتصال ببعضها البعض، ومجموع نشاط هذه الإشارات العصبية يكوّن لدينا موجات تسمي بموجات الدماغ، وقد قسمت الموجات إلى أنواع على اختلاف عدد النبضات العصبية بالثانية.
الأولى : موجة بيتا
وهذه الموجه يرسلها الدماغ في (حالة اليقظة، أو عند الشعور بالتوتر أو الخوف، الإثارة) تكون بتردد 13-60 نبضة بالثانية – قصيرة جدا.
في هذا الوقت : تستطيع إجراء العمليات الحسابية والنقاش الحاد ولا ينصح باتخاذ القرارات الهامة والمصيرية في هذه الفترة.
الثانية: موجة آلفا
هذه الموجه يرسلها الدماغ حينما نكون في حالة (استرخاء جسدي وعقلي، التفكير العميق، أحلام اليقظة) مع مراعاة أننا أيضا في حاله وعي للأشياء من حولنا. تكون بتردد 7 – 13 نبضة بالثانية – قصيرة.
- يكون الدماغ مركزا بدرجة كبيرة وقابل للتعلم واتخاذ القرارات.
- للوصول إلى موجات آلفا بشكل أفضل يفضل غلق العين.
- موجة آلفا هي موجه الوعي والتركيز والتعلم.
الثالثة : موجة ثيتا
وهذه الموجة يرسلها الدماغ في حالة (النعاس، في حالة اللاوعي) تكون بتردد 4 – 7 نبضات بالثانية.
الرابعة : موجة دلتا
هذه الموجات في غياب الوعي، أي (النوم العميق، عدم الإحساس)، تكون بتردد 0.1 – 4 نبضات بالثانية.
حقائق مدهشة عن موجات الدماغ
- تختلف قوة هذه الموجات من شخص إلى أخر ومنهم من تتعدى موجات دماغه رأسه إلى عدة سنتيمترات حول رأسه ومنهم من تتعداها إلى عدة أمتار.
- سماع صوت القرآن الكريم يهدئ موجات الدماغ المرتفعة، فالدماغ المتوتر في موجة البيتا يتأثر بالقرآن وتنخفض الموجة لحالة آلفا.
- إن موجات الدماغ هي ذبذبات كهر بائية كيميائية تزيد وتقل نتيجة المؤثرات الخارجية والتفاعل معها، وهي على مستويات متتالية ومتتابعة وهي تبدأ من حالة اليقظة حتى حالة النوم العميق.
اقرأ أيضا:
“القمامة العقلية”.. التكنولوجيا الحديثة تهدد صحة الدماغ البشري
نصائح وأطعمة للحماية من السكتة الدماغية.. تعرف عليها