رد ناري من أسامة قابيل على تصريحات إبراهيم عيسى حول مادة الدين

في تعليق على التصريحات الأخيرة للإعلامي إبراهيم عيسى حول إضافة مادة الدين إلى المجموع في النظام الجديد للبكالوريا، أعرب الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، عن استيائه من هذه التصريحات التي تقلل من أهمية تعليم الدين في المناهج الدراسية.

 

إضافة مادة الدين

وقال الدكتور أسامة قابيل، في تصريحات له: “ما ورد من تصريحات عن مادة الدين ليس له أساس من الصحة، إضافة مادة الدين إلى المجموع ليست خطوة للتفرقة أو تعزيز الانقسام، بل هي خطوة أساسية نحو تعليم الأخلاق والقيم التي هي أساس لبناء شخصية سوية ومتوازنة.. الدين في جوهره يعلم الإنسان المعاني السامية مثل الاحترام المتبادل والتسامح، وهي قيم تعزز من روح التعاون والتعايش في المجتمع.”

وتابع: “رفض البعض لتعليم الدين كجزء من المناهج الدراسية هو رفض للقيم الإنسانية التي يقوم عليها الدين، فالدين ليس أداة للانقسام، بل هو موجه نحو بناء مجتمع أخلاقي قادر على التعايش السلمي، القيم الدينية التي نعلمها لأبنائنا هي التي تُنمي لديهم الوعي بالحقوق والواجبات، وتساعدهم على التفاعل بشكل إيجابي مع مجتمعاتهم.”

 

وأوضح: “الدين يشكل جزءًا أساسيًا من منظومة التعليم لأنه لا يقتصر على العبادات فقط، بل يشمل أيضًا الأخلاق والمعاملات التي تُسهم في بناء مجتمع سليم، لذا، يجب أن ندرك أن تعليم الدين هو جزء من تطوير الفكر والأخلاق، وليس مجرد مادة تعليمية.”

 

دعوة إلى الأخلاق والاحترام المتبادل

وتابع: “وإذا كان البعض يروج لفكرة أن الدين يسبب فتنة طائفية، فإن هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة. فالدين في جوهره هو دعوة إلى الأخلاق والاحترام المتبادل، وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: ‘إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق’، نجد أن الدين يهتم بالأخلاق في المقام الأول، وهي ما يساعد على بناء مجتمعات لا تعرف التطرف ولا الفتنة.”

 

وأكد: “الدين ليس سببًا للانقسام، بل هو علاج للمشاكل الاجتماعية وتوجيه للنفوس، من يرفض تعليمه ويقلل من قيمته فهو في الحقيقة يرفض الأسس الإنسانية التي تقودنا إلى العيش بسلام مع الآخرين، القيم التي نُعلمها لأولادنا هي التي تشكل شخصياتهم، وإذا كانت هذه القيم قائمة على الأخلاق الدينية، فإنها تساهم في تنشئة أجيال قادرة على التفاعل بإيجابية مع مجتمعاتهم”.

 

قال الدكتور أسامة قابيل: “إن الدين يؤدي إلى التعارف والتعايش بين البشر، فالدين ليس فقط مجموعة من الطقوس والممارسات الفردية، بل هو أيضًا وسيلة لبناء مجتمع متكامل يسوده الحب والتفاهم، كما قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهِ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (الحجرات: 13)، لافتا إلى أن الدين يدعونا إلى نبذ التفرقة والعنصرية، ويحثنا على إقامة علاقات قائمة على التسامح والمساواة، والتعايش الحقيقي يتجسد في احترام اختلافاتنا، والعمل معًا من أجل الخير العام، فالدين يربطنا بالقيم الإنسانية النبيلة التي تتيح لنا العيش بسلام في مجتمع متنوع، بعيدًا عن الخلافات التي تفرق بيننا. إذا فهمنا جوهر الدين، سنعيش في مجتمع متعاون، يتسم بالمحبة، ويتبنى التعايش بين جميع أفراد الإنسانية بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو العرقية”.