قال مسؤولون باكستانيون اليوم السبت إن أربعة جنود على الأقل ينتمون إلى قوات شبه عسكرية لقوا مصرعهم في جنوب غرب باكستان إثر قيام انتحاري يقود سيارة مفخخة بصدم حافلة تقل جنودا.
وقال مسؤول الشرطة المحلية روشان علي، والذي كان متواجدا في موقع الهجوم، إن أكثر من 30 شخصا أصيبوا جراء الهجوم الذي وقع في منطقة توربات بإقليم بلوشستان المضطرب.
وقال علي “لقد كان هجوما انتحاريا ومن المرجح أن يرتفع عدد القتلى”.
وأعلنت جماعة جيش تحرير البلوش، الانفصالية المحظورة، مسؤوليتها عن الهجوم في بيان لها على منصات التواصل الاجتماعي بما في ذلك منصة “إكس”.
ويشهد إقليم بلوشيستان تمردا منذ فترة طويلة، حيث تشن مجموعة انفصالية هجمات على قوات الأمن بالأساس، وتطالب الجماعات، بما في ذلك جيش تحرير البلوش، بالاستقلال عن الحكومة المركزية.
وعلى صعيد آخر، قال مسؤولون إن شيوخ قبائل مدعومين من السلطات المحلية في شمال غرب باكستان المضطرب توسطوا اليوم الأربعاء في اتفاق سلام بين الأقلية الشيعية والأغلبية السنية، بعد أسابيع من الاشتباكات الدموية التي أودت بحياة 130 شخصا على الأقل وإصابة 200آخرين.
أعمال العنف
وكانت أعمال العنف قد اندلعت في 21 نوفمبر، عندما نصب مسلحون كمينا لقافلة من المركبات وقتلوا 52 شخصا، معظمهم من المسلمين الشيعة. وتردد أن الخلاف كان بسبب نزاع على الأرض، على الأقل في البداية.
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم الذي أدى إلى هجمات انتقامية شنتها جماعات متنافسة في كورام، وهي منطقة في إقليم خيبر بختونخوا المتاخم لأفغانستان.
وأسفرت أعمال العنف عن مقتل ما لا يقل عن 130 شخصا خلال الشهرين الماضيين. ورغم أن الجانبين اتفقا في وقت لاحق على وقف إطلاق النار، إلا أن التوتر استمر وظلت جميع الطرق المؤدية إلى كورام مغلقة. وتسبب الإغلاق في تعذر حصول السكان المحليين على الدواء والغذاء والوقود والتوجه إلى مراكز التعليم والعمل.
وقال محمد علي سيف، المتحدث باسم حكومة الإقليم، لوكالة أسوشيتد برس إن الجهود المبذولة للتفاوض على اتفاق سلام في كورام نجحت اليوم الأربعاء، وأضاف أن الاتفاق، الذي توسط فيه شيوخ القبائل وسهلته السلطات المحلية، سيسمح بإعادة فتح الطرق المؤدية إلى كورام قريبا.
ويشكل المسلمون الشيعة نحو 15 % من سكان باكستان، وهي دولة ذات أغلبية سنية، يبلغ تعداد سكانها 240 مليون نسمة، ولديها تاريخ من العداء بين الطائفتين.