أوضح الشيخ شهاب الأزهري، من علماء وزارة الأوقاف، إن الإمام الفضيل بن عياض أحد كبار العلماء الذين رفعوا راية العلم والتقوى في الأمة الإسلامية، هو الإمام الرباني التميمي الزاهد، الذي يُعد من أبرز صلحاء الأمة، تعلم الفقه عن الإمام الأعظم سيدنا أبي حنيفة النعمان، وروى عنه الإمام الشافعي، وكان ذلك دليلاً على عظمته العلمية.
وأوضح العالم بوزارة الأوقاف، الشيخ شهاب الأزهري خلال حلقة برنامج “حياة الصالحين”، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن الفضيل بن عياض ليس فقط عالماً فقيهاً، بل كان أيضاً من كبار الصوفيين، عاش في القرن الثاني الهجري وكان من قبيلة تميم، وهي إحدى أكبر قبائل العرب، قَبل أن يصبح إماماً عظيماً، كان معروفاً بشدته وقوة شخصيته، وكان يُلقب بـ”شيخ الحرم”، وقد اشتهر بخوفه الشديد من الله، وكان دائم الفكر، عاش حياته من كسب يده، مما يدحض المزاعم التي حاولت ربط التصوف بالجذور اليونانية.
وتابع الأزهري : “من المعروف عن الفضيل أنه كان في بداية حياته قاطع طريق، حيث كان يقطع الطريق على الناس في زمن مضى، ولكن الله هدى قلبه بفضل آية قرآنية سمعها ذات يوم: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله)، فكانت هذه الآية نقطة التحول في حياته، حيث تاب توبة نصوحاً وابتعد عن حياة الجريمة ليتفرغ لعبادة الله”.
واستكمل الأزهري: “بعد توبته، أصبح الفضيل بن عياض أحد أئمة العبادة والزهد، وكان يرفض جميع ملذات الدنيا، حتى عندما عرض عليه الملوك والأمراء المال والثراء، كان متسقاً مع الحديث الشريف الذي رواه البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من عادى لي ولياً فقد أذنته بالحرب…)، كان الفضيل يتقرب إلى الله تعالى بالطاعات والنوافل حتى أحبّه الله”.
واختتم الشيخ شهاب الأزهري قائلاً: “حياة الفضيل بن عياض يمكن تلخيصها في كلمات بسيطة: توبة نصوح، حياة مليئة بالتقوى والزهد، وتفاني في العبادة، كان راضياً بما قسم الله له، وكان يقتدي بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل أموره، ويكره أهل الأهواء الذين يحرفون الدين”.