رسالة محبة إلى مسيحيي العالم.. كنائس غزة لم يأتها العيد!

قال الكاتب الفلسطيني ثائر أبو عيطوي يطل على العالم العام الميلادي المجيد في ظل ظروف استثنائية ومعقدة يعيشها الشرق الأوسط، وخصوصًا شعبنا الفلسطيني والحرب التي مازالت تدور رحاها في قطاع ضد الأطفال والنساء وكبار السن الأبرياء، وجموع النازحين التي يتراوح عددها ما بين المليون والنصف مليون مهجرين مشردين في الخيام ومراكز الإيواء، وسط القصف والمجازر المتواصلة من طائرات ودبابات الاحتلال، ووسط الجوع والمرض والبرد الشديد.

 

وصرح الكاتب الفلسطيني في تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز” ، يأتي عيد الميلاد المجيد هذا العام حزينا على كنائس الوطن الشامخة وعلى كافة الإخوة والأشقاء المسيحيين من أبناء شعبنا الفلسطيني، الذين هم جزء متجذر وأصيل في الأرض الفلسطينية، فهم كانوا ومازلوا وسيبقوا رفاق الدرب والمسيرة وصولا للحرية والاستقلال.

 

 وتابع يأتي عيد الميلاد المجيد وكنائس الوطن تدق أجراسها بألم وحزن لعل العالم يسمع صوت أجراسها التي أثقلتها صوت الحرب والقصف والانفجارات ، والتي تعرضت للتدمير والتنكيل في العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة وضفتنا الغربية وعروس فلسطين قدسنا المحتلة.

 

 وأضاف إننا اليوم وشعبنا الفلسطيني بأكمله نشاطر الأشقاء المسيحيين الفلسطينيين حزنهم العميق لفرحتهم المنقوصة ولحزنهم على كافة الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات التي لحقت بهم على كافة الصعد والمستويات جراء العدوان الغاشم المستمر ، ونقول لهم جرحنا جرحكم، فأنتم من جسدتم بمواقفكم الأسطورية عمق العلاقة الوطنية الفلسطينية عندما استقبلتم أبطال معركة جنين في كنيسة المهد وكنتم الراعي والأمين عليهم وعلى حمايتهم.

 

 وأوضح اليوم يأتي عيد الميلاد المجيد ونحن نتطلع كفلسطينيين جميعا إلى العالم بأسره ، وإلى مسيحيي العالم بصفة خاصة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ، نتطلع بروح المحبة والوئام والسلام رسالة سيدنا المسيح عليه السلام ، ورسالة كافة الأديان السماوية ، من أجل إنقاذ شعبنا الفلسطيني من الحرب المستمرة والعدوان المتواصل الذي جعل للحياة الإنسانية لا معنى لها ولا قيمة بسبب القتل والتدمير والقصف والتهجير و النكبة والجوع وحالة الضياع الفلسطينية التي يعيشها شعبنا في قطاع غزة بحثا عن الأمن والأمان واستعادة الحياة، حياة الإنسان التي تملؤها المحبة والتسامح والسلام وتجاوز كل النكبات وكافة الآلام، من أجل ثبيت وجود الانسان الفلسطيني أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، ونحب الحياة إذ ما استطعنا إليها سبيلا… ، نحب الحياة الإنسانية لكافة البشرية ، نحب الخير والسلام والوئام لكل انسان ، لأن الانسان خلق على هذه الأرض من أجل الهدف السامي الذي عنوانه استمرار الحياة الإنسانية الكريمة في ظل محبة الجميع ونشر خيوط الأمل وإشاعة روح المحبة والتسامح، البعيد عن نشر النزاعات واشعال فتيل الأزمات والحروب.

 

إننا اليوم وفي اطلالة العام المجيد على العالم بأسره نتوجه برسالة محبة لكافة مسيحيي العالم بأكمله نابعة من منطلق الإنسانية التي تجمع ولا تفرق، والتي تحافظ على كافة الأعراف والأخلاق الإنسانية النبيلة ، بأن يقف مسيحيي العالم بالعيد المجيد ورأس السنة الميلادية مع شعبنا الفلسطيني،  وقفة إنسانية حقيقة نابعة من وجوب وضرورة الخلاص من الحرب على قطاع غزة، والزام الاحتلال الإسرائيلي بإيقاف الحرب المستمرة للشهر الرابع عشر على التوالي، وأن يقول مسيحيي العالم كلمة الحق في قداسهم واحتفالاتهم ، وأن يعلوا صوتهم بالمطالبة بحماية شعبنا الفلسطيني وإنهاء الحرب بشكل دائم ونهائي.

 

نتوسم اليوم في مسيحيي العالم خيرا ونحن على مشارف الاحتفالات بأعياد الميلاد المجيدة ، وأن يتضامنوا مع أشقائنا المسيحيين الفلسطينيين في ظل ما يتعرضون  له هم وكافة شعبنا الفلسطيني من قتل ومجازر وتدمير متواصل وحرب الإبادة، وأن ينقذوا قطاع غزة من الموت المتواصل إلى استعادة الحياة من جديد في رحاب عيد الميلاد المجيد.

رسالتنا

رسالتنا رسالة الإنسانية، عنوانها المحبة والتسامح لكافة البشرية، ورسالة استغاثة عاجلة ونداء سريع في عيد الميلاد المجيد بأن يقف العالم ومسيحييه وقفة إنسانية مع شعبنا الفلسطيني من أجل إيقاف الحرب واستعادة الحياة من جديد لكافة ربوع الأرض الفلسطينية المحتلة ، وخصوصًا قطاع غزة.