كيف يراقب الذكاء الاصطناعي هاتفك تحولت البيانات الشخصية اليوم إلى عنصر ثمين يُستغل بطرق غير متوقعة، حيث أصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي قادرة على اختراق تفاصيل حياتنا الخاصة دون أن نعلم. الدكتور مهدي الحسيني خبير الذكاء الاصطناعي، تحدث في تصريحات خاصة لـ “المصري اليوم” عن مدى قدرة هذه التقنيات على جمع وتحليل حتى أدق المعلومات مثل حركة العين أثناء تصفح الهاتف، مشيرًا إلى أن هذا قد يشكل تهديدًا حقيقيًا على خصوصية المستخدمين.
كشف كيف يراقب الذكاء الاصطناعي هاتفك
أكد الحسيني أن الكثير من المستخدمين يشعرون أحيانًا أن الإعلانات أو المحتوى الذي يظهر أمامهم على مواقع التواصل الاجتماعي يتناسب مع اهتماماتهم أو أفكارهم الأخيرة، لكن هذا ليس محض صدفة، بل هو نتيجة لتحليل مستمر لأنماط استخدامهم وحركات أعينهم. ووفقًا له، فإن هذه التقنيات قد تكون متخفية تحت ستار حماية الخصوصية، لكن الواقع يشير إلى أنها تُستخدم لجمع بيانات المستخدمين وتحليلها لصالح الشركات لتطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
قبول الشروط: الثمن الخفي وراء التطبيقات
يشير الدكتور مهدي إلى أن قبول المستخدمين لسياسات استخدام التطبيقات دون التمعن في تفاصيلها هو بمثابة موافقة غير مباشرة على مشاركة بياناتهم. وأوضح أن شركات كبرى مثل “ميتا”، المالكة لفيسبوك، قد تعرضت لعقوبات كبيرة بسبب استخدام بيانات المستخدمين في تطوير برامج الذكاء الاصطناعي، وهذا يعكس حجم الاستغلال غير المعلن للبيانات الشخصية.
التقنيات الحديثة: بين الفوائد والتهديدات
أوضح الحسيني أن تقنيات الذكاء الاصطناعي، رغم أنها تحسن تجربة المستخدم في العديد من المجالات مثل تحسين الصور أو تنفيذ الأوامر الصوتية، إلا أنها تحمل جانبًا خطيرًا أيضًا. فعلى سبيل المثال، المساعدات الصوتية مثل “سيري”، “بيكسبي” و”جوجل أسيستنت” تقوم بتسجيل بيانات المستخدمين لتحسين أدائها، وهذا يمكن أن يشكل تهديدًا حقيقيًا إذا تم استخدام هذه البيانات بشكل سيء أو غير آمن.
نصيحة للمستخدمين: انتبهوا لسياسات الخصوصية
دعا الحسيني المستخدمين إلى ضرورة الانتباه عند مراجعة سياسات الخصوصية الخاصة بالتطبيقات والخدمات التي يستخدمونها، وضرورة اختيار الخدمات التي تضمن حماية بياناتهم بشكل جاد. كما شدد على أهمية أن تكون الحكومات أكثر صرامة في وضع قوانين لحماية الأفراد من استغلال بياناتهم.