تُعتبر الزلازل من الظواهر الطبيعية المدمرة التي تستدعي اهتمام العلماء والباحثين، خاصة أولئك الذين يعملون في مجال الجيولوجيا والعلوم البيئية،في هذا السياق، أطلق عالم الزلازل الهولندي فرانك هوجربيتس، مجموعة من التوقعات المتعلقة بحدوث زلزال قوي في البحر الأبيض المتوسط، وهو ما أثار قلقاً واسعاً في مختلف الأوساط،تتناول هذه الورقة البحثية أحدث توقعات هوجربيتس وتأثيراتها المحتملة، بالإضافة إلى ارتباط الزلازل بالعمليات الجيولوجية والكوكبية الأخرى، مما يعكس الطبيعة المعقدة لهذه الظواهر.
توقعات عالم الزلازل الهولندي
أعلن عالم الزلازل الهولندي فرانك هوجربيتس عبر حسابه الرسمي على فيسبوك عن توقعه بحدوث زلزال قوي في البحر الأبيض المتوسط خلال الساعات القليلة القادمة،وأشار إلى أنه قد تم تسجيل زلازل قوية في المنطقة، حيث شهدت الزلازل خلال الأسبوعين الماضيين نشاطًا ملحوظًا، وكان أقواها بمعدل 6.2 درجات على مقياس ريختر،وأوضح أنه وفقاً للنماذج الجيولوجية التي يتبعها، فإن هناك احتمالاً كبيراً لحدوث هزة كبيرة في 24 ديسمبر، مما يعزز من المخاوف بشأن النشاط الزلزالي المتوقع في تلك الفترة.
زلزال في جنوب أفريقيا
في وقت لاحق، وردت أنباء عن زلزال قوي بمقدار 5.3 درجات على مقياس ريختر الذي ضرب جنوب غرب قارة أفريقيا، مما أدى إلى وقوع هزات ارتدادية في مناطق متعددة،تأتي هذه الأحداث بعد أن تنبأ هوجربيتس بحدوث زلزال بقوة 7.3 درجات في جزيرة فانواتو المحيطية،وقد أدى النشاط الزلزالي إلى إلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات وفقدان الأرواح، مما تسبّب في إصدار تنبيه حول احتمال حدوث تسونامي.
عملية التقارب الكوكبي
أشار هوجربيتس أيضًا إلى فرضية تتعلق بوجود علاقة بين بعض الزلازل وعمليات التقارب الكوكبي، حيث يُعتقد أن اقتراب كواكب معينة قد يؤدي إلى تفاقم النشاط الزلزالي في مناطق محددة،وقد أظهرت بعض الدراسات فيديوهات لأضرار جسيمة في عدة مبان في جنوب أفريقيا عقب الزلزال، مما يبرهن على أهمية دراسة مثل هذه الظواهر لفهم الأسباب الكامنة وراء النشاط الزلزالي المتكرر.
أقدم زلزال في العالم
أظهرت أبحاث علمية حديثة وجود آثار لبعض أقدم الزلازل المعروفة، حيث عثر العلماء على علامات تشير إلى زلازل تعود إلى 3.3 مليار سنة في صخور الأرض،وتُعتبر هذه الصخور دليلاً مبكرًا على مفهوم تكتونية الصفائح، والتي تفسر كيفية انزلاق أكبر صفائح القشرة الأرضية عبر الوشاح،هذا الاكتشاف تم التوصل إليه من خلال دراسة حزام باربرتون جرينستون في جنوب أفريقيا، والذي يعكس تاريخًا طويلًا ومعقدًا للتغيرات الجيولوجية.
ختاماً، يؤكد تسليط الضوء على ظاهرة الزلازل وأبحاثها على أهمية استمرارية الدراسات العلمية لهذا المجال الحيوي،ففي ضوء التوقعات التي أعلنها فرانك هوجربيتس والنشاطات الزلزالية الأخيرة، تبرز الحاجة إلى مزيد من البحث والتنسيق الدولي للاستعداد لمواجهة المخاطر المحتملة،علاوة على ذلك، فإن الاكتشافات المتعلقة بأقدم الزلازل تسلط الضوء على تاريخ كوكبنا الجيولوجي، مما يساعد في فهم العمليات الطبيعية التي تؤثر على حياة الكائنات الحية على الأرض.