في مجتمع يواجه ظواهر الجريمة والاعتداء بشكل متزايد، برزت قصة الشاب مينا موسى، الذي يُعد مثالًا لصيد سهل في شباك الخداع،كان مينا، الذي يبلغ من العمر 21 عامًا، قد أكمل دراسته في معهد التمريض بالمنيا وكان يبحث عن فرصة عمل ليبدأ حياته المهنية،ومع التوجهات الحديثة نحو التوظيف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقع لا محالة ضحية لإحدى تلك الإعلانات الوهمية التي گلّفت بظاهرة توظيف مزيفة تحمل في طياتها مخاطر جسيمة،تفاعل مينا مع الإعلان الذي وعده براتب مرتفع كممرضة لعلاج أحد المرضى في القاهرة، وهو ما أفضى به إلى مصير مأساوي،
خطف مينا وتفاصيل الجريمة
عند وصوله إلى القاهرة، فوجئ مينا بأنه قد تعرض للخطف في بداية أكتوبر من العام الماضي، حيث تلقى هاتفه مكالمة تطلب فدية قدرها 120 ألف جنيه،وعندما انقطعت الاتصالات لمدّة ثلاثة أيام، تسلّلت المشاعر القلقة وسط عائلته، ليكشف التحقيق لاحقًا أن الخاطفين هم من حي الزاوية الحمراء بالقاهرة، حيث عُثر على جثته بعد أن تم التعامل معها بشكل وحشي،إن هذه الواقعة تعكس الوضع المرعب الذي يعاني منه بعض الشباب في السعي وراء فرص جيدة للاحتراف، وما ينجم عن ذلك من استغلال لهم،
ردود الفعل العائلية والاجتماعية
توالت ردود الفعل من الأهل والمجتمع المحلي بعد الإعلان عن فقدان مينا، حيث أقيمت جنازة مهيبة في مسقط رأسه في قرية الروضة بمركز ملوى،جرت مراسم الجنازة بحضور مئات الأهالي، وأشرف عليها الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي، في مشهد يُعبر عن الألم الجماعي الذي يعاني منه المجتمع،وفيما يخص عائلة مينا، فقد كان والد الشاب يتحلى بالصبر رغم الألم، حيث أعرب عن شكره للعدالة المصرية التي بدأت تأخذ مجراها، إلا أن مرارة الفقد لا تغيب لدى أسرته.»
إحالة القضية للمفتي
بعد التحقيقات وسرعة القبض على المتهمين، أحالت المحكمة القضية إلى المفتي لأخذ الرأي الشرعي بشأن إعدامهم، مما أدى إلى شعور مختلط من الفرح والحزن لدى العائلة،فهم في غمرة فقدانهم لمينا، يأملون في الحصول على العدالة، لكن غليل الفقد لا يزال ينخر قلوبهم وصدى ذكراه لا يمحى،في ردود فعل الجسيمة تأتي حالات وفاة مآساوية أخرى، حيث توفيت والدة مينا بعد قليل من الحكم، ما يعكس الشقاء الذي مرّت به الأسرة، في إشارة إلى أن الفقد لا تقتصر آثاره على الشخص الضائع فحسب، بل يطول عائلاته ومحيطه الاجتماعي أيضاً.
لقد كانت قصة مينا موسى درسًا قاسيًا لنا جميعًا، وينبغي أن نتأمل في هذه الظواهر المتنامية من الخداع والاعتداء في مجتمعاتنا،وعلينا التكاتف لدعم العدالة وحماية أبنائنا من مصائر مشابهة تهدد سلامتهم وأحلامهم،إن البحث عن وظيفة هو حق للجميع، ولكن يجب أن يتم ذلك بحذر ووعي،اليوم، مع استذكارنا لمينا، نأمل أن يسهم ذلك في إنشاء بيئة أكثر أمانًا وفهمًا داخل المجتمع لتحقيق حلم كل شاب دون الوقوع في فخاخ الجريمة والخداع.