تشهد مصر في فصل الشتاء عادةً تساقط الثلوج في المناطق الجبلية، خاصة في وسط سيناء،ومع ذلك، يلاحظ مؤخرًا تأخرًا ملحوظًا في تساقط الثلوج هذا العام، مما أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب وراء ذلك،تعلن الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن الظروف المناخية الحالية ودرجات الحرارة المرتفعة نسبياً تعد من العوامل الرئيسية التي أدت إلى هذا التأخر،يهدف هذا البحث إلى تحليل الأسباب الجوهرية وراء تأخر الثلوج في سيناء، وتوضيح الظواهر الجوية التي تلزم لتساقط الثلوج، وكذلك تقديم توقعات حول موعد قدومها.
سبب عدم تساقط الثلوج حتى الآن على وسط سيناء
أشارت الدكتورة منار غانم، العضو في المركز الإعلامي للهيئة العامة للأرصاد الجوية، إلى أن درجات الحرارة في مناطق مثل سانت كاترين ونخل وجبل موسى لم تتدنى بعد إلى المستوى المطلوب لتساقط الثلوج،حيث تتراوح درجات الحرارة العظمى والصغرى في الوقت الحالي بين 3 إلى 5 درجات مئوية، وهو ما لا يكفي لتكوين الثلوج،ووضعها تحت الاعتبار أن هذا النطاق الحراري قد يؤدي إلى سقوط الأمطار فقط، بينما تحتاج القيم الأقل من درجة واحدة تحت الصفر لتفعل فعلاً آخر، وهو تحول الأمطار إلى ثلوج.
الظواهر الجوية المطلوبة لتساقط الثلوج
تتطلب العملية الطيفية لتساقط الثلوج توافر مجموعةٍ من الظواهر الجوية المؤثرة،وتشمل هذه العوامل
- انخفاض شديد في درجات الحرارة الصغرى إلى ما دون درجة التجمد.
- هطول الأمطار بشكل متزامن مع انخفاض الحرارة، مما يؤدي إلى تجمد قطرات المطر أثناء سقوطها وبالتالي تحولها إلى ثلوج.
- تضاريس منطقة سانت كاترين وجبال سيناء المميزة، حيث تزيد من فرص لتساقط الثلوج عند توافر الظروف الملائمة.
متى يُتوقع تساقط الثلوج على وسط سيناء
تتوقع الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن تشهد وسط سيناء، وخاصة مناطق مرتفعات سانت كاترين وجبل موسى ونخل، تساقط الثلوج خلال الأسابيع القادمة مع دخول ذروة فصل الشتاء،وأكدت الدكتورة غانم بأن شهري يناير وفبراير 2025 سيشهدان انخفاضًا كبيرًا في درجات الحرارة، مما يعزز فرص تساقط الثلوج، خاصةً مع التأثر بمنخفضات جوية قادمة من سيبيريا تُعرف بـ “المنخفض الجوي السيبيري”، الذي يُعتبر من أبرز الظواهر الجوية المرتبطة بتساقط الثلوج في سيناء.
تساقط الأمطار بديلاً عن الثلوج في الوقت الحالي
على الرغم من غياب تساقط الثلوج حتى الآن، قامت المنطقة بتسجيل تساقط أمطار غزيرة في الأيام الأخيرة، مما قد يُشير إلى اقتراب وقت تساقط الثلوج،تُعتبر هذه الأمطار بمثابة مقدمة لموجات برد شديدة متوقعة في المستقبل القريب، وهي تساهم في تعزيز إمكانية حدوث الثلوج مع تلاشي الظروف المناخية الحالية،
استعدادات الأهالي واستقبال الثلوج
ينتظر سكان منطقة سانت كاترين وجبل موسى بفارغ الصبر تساقط الثلوج، حيث تُعتبر هذه الظاهرة الطبيعية مصدر جذب سياحي رئيسي،وفي هذا السياق، تعمل السلطات المحلية في وسط سيناء على تعزيز خدمات الطوارئ وتوفير المعدات اللازمة لفتح الطرق الجبلية في حال تساقط الثلوج بكثافة،يُتوقع أن تساهم هذه الاستعدادات في ضمان سلامة الأهالي والزوار خلال ظروف الطقس القاسية.
أهمية الوعي بالطقس والتغيرات الجوية
من المهم الإشارة إلى أهمية متابعة النشرات الجوية بانتظام، خاصةً من قبل السكان المحليين والزوار في المناطق الجبلية،تشدد هيئة الأرصاد الجوية على أهمية الوعي بالتغيرات المناخية وأثرها على الحياة اليومية، مما يسهم في تقليل المخاطر والحفاظ على سلامة الجميع خلال فصل الشتاء.
في النهاية، تظل الأحداث المناخية كالتغيرات في تساقط الثلوج قضية متغيرة وتعكس تأثيرات واضحة على الحياة اليومية،من المهم أن تتواصل الجهود بين الهيئة العامة للأرصاد الجوية والمجتمع المحلي لضمان الاستعداد لمواجهة أي تقلبات جوية،المعلومات الصحيحة والتدابير اللازمة تمثل جزءًا حيويًا من القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية.