ماذا يعني التعاون بين تركيا وسوريا لنقل الغاز القطري إلى أوروبا؟

تمثل تركيا محطة نهائية لخط أنابيب جديد ينقل الغاز من أكبر حقل للغاز في العالم في الخليج قبالة قطر.

وتعد تركيا مركز الغاز الرئيسي الذي يخدم أوروبا وحلقة حاسمة في شبكة الكهرباء الناشئة في شرق البحر الأبيض المتوسط والمرساة الشمالية لنظام طاقة إقليمي متنامٍ يدمج استثمارات ضخمة في مجال الطاقة المتجددة توسعت عبر الأراضي السورية. 

والواقع أن الدور الذي قد تلعبه تركيا في مجال الطاقة من الناحية النظرية نتيجة لانهيار نظام بشار الأسد في سوريا المجاورة لا يمكن قياسه، ولكن أنقرة والدوحة دعما الجانب المنتصر في الصراع السوري المتعدد الأطراف المستمر منذ 13 عاما، لذا فإن الأتراك، الذين يعملون عن كثب مع المسلحين الذين يسعون إلى إقامة حكومة قابلة للحياة في مرحلة ما بعد الأسد في دمشق، لديهم القدرة على المشاركة بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بتشكيل مستقبل سوريا.

ويرجح تقرير لموقع “إنتلي نيوز” المتخصص في معلومات المشاريع والأعمال، أن المكافأة في مجال الطاقة قد تكون ضخمة  ولكن المتشككين يقولون إن هذا لن يحدث إذا تحولت سوريا الجديدة إلى الفوضى، إذا تجدد الصراع الداخلي فقد يوجه ضربة قاتلة للعديد من طموحات الطاقة التي تسبب حاليًا حماسًا ملموسًا بين المسؤولين الأتراك في مجال الطاقة، ولكن حتى الجانب الغربي المستقر من البلاد قد يفتح الباب أمام بعض الاستثمارات المغرية.

وقد يكون أحد هذه الاستثمارات خط أنابيب قطر-السعودية-الأردن-سوريا-تركيا، والذي من شأنه أن ينقل كميات هائلة من الغاز من الجانب القطري لحقل شمال دوم/جنوب بارس المشترك مع إيران في الخليج إلى تركيا لإرساله إلى أوروبا، ولفت أحد خبراء تشاتام هاوس، في لندن، إلى أن رؤية أنقرة هي أن تركيا ستكون بمثابة نقطة عبور رئيسية بين منتجي الغاز إلى الشرق والجنوب، والأسواق إلى الغرب.

وينظر الخبراء إلى الاستقرار في سوريا الجديدة على أنه قد يسمح “بإحياء مشروع خط الأنابيب المعطل منذ فترة طويلة لربط حقول الغاز الطبيعي القطرية بتركيا عبر المملكة العربية السعودية والأردن وسوريا. 

وكان نظام الأسد قد رفض الخطة، بزعم حماية صادرات الغاز الروسية إلى الأسواق الأوروبية، بالنيابة عن حليفته روسيا. ولم يستغرق الأمر سوى يومين فقط بعد سقوط بشار الأسد لكي يعبر وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار علنًا عن انفتاحه على إعادة النظر في الخطة.

ومن خلال إنشاء خط أنابيب للغاز إلى الغرب من سوريا، والاتصال بشبكة خط أنابيب الغاز العربي القائمة (التي تربط بين سوريا والأردن ومصر)، يمكن لتركيا أيضًا أن تقدم لمنتجي الغاز الإقليميين مثل إسرائيل ومصر طريقًا أكثر جدوى تجاريًا إلى الأسواق الأوروبية من بدائل الغاز الطبيعي المسال الحالية”، ومن شأن هذا أن يشكل تحديًا فعالًا لمنتدى غاز شرق المتوسط – وهو تحالف يضم مصر وإسرائيل واليونان وقبرص وفلسطين والأردن وإيطاليا وفرنسا.

وعانى مشروع خط أنابيب شرق المتوسط الرائد التابع لمنتدى غاز شرق المتوسط من حيث الجدوى الفنية والمالية، حيث لم يحرز خط الأنابيب المقترح بطول 1900 كيلومتر (1181 ميلًا) الذي يربط إسرائيل وقبرص باليونان سوى تقدم ضئيل. 

كما تعرض خط الأنابيب لضربة قوية عندما سحبت الولايات المتحدة دعمها في عام 2022، ولكن في المقابل ينظر إلى الطريق البري عبر سوريا إلى البنية التحتية الحالية في تركيا على أنه قد يوفر بديلًا أقصر وأبسط من الناحية الفنية وأكثر فعالية من حيث التكلفة.”
 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *