تعتبر فترة النفاس مرحلة حساسة ومهمة في حياة المرأة، حيث تمر بتغيرات فسيولوجية ونفسية كبيرة بعد الولادة،تعد الإفرازات المهبلية إحدى الظواهر الطبيعية التي تحدث خلال هذه الفترة، ولكن قد تُرافقها بعض الإفرازات غير الطبيعية، بما في ذلك الإفرازات صفراء كريهة الرائحة التي قد تشير إلى وجود حالة مرضية،لذا، يعتبر من الضروري فهم الفرق بين الإفرازات الطبيعية وغير الطبيعية، وكيفية التعامل معها بشكل صحيح للحفاظ على صحة المرأة بعد الولادة.
إفرازات صفراء كريهة الرائحة في النفاس
تعتبر الإفرازات المهبلية جزءًا طبيعيًا من مرحلة النفاس، وهي فترة يتطلب فيها جسم المرأة فترة من التعافي والتنظيف،تبدأ هذه الإفرازات عادة بعد الولادة بشكل سائل كثيف، قد يكون لونه أحمر كدم الدورة الشهرية ويقل تدريجيًا إلى اللون الوردي ثم الأبيض مع مرور الزمن،لكن قد تلاحظ بعض النساء خروج إفرازات صفراء كريهة الرائحة، والتي تعتبر غير طبيعية وقد تشير إلى وجود التهاب،من المهم التمييز بين الإفرازات الطبيعية التي تشير إلى شفاء الرحم، وتلك الغير طبيعية التي تحتاج لاستشارة طبية.
- الإفرازات في الأيام الأولى قد تكون حادة وكثيفة.
- تبدأ باللون الأحمر، ويتحول تدريجيًا إلى اللون الوردي.
- تقل الكثافة والكمية مع الوقت.
- في النهاية، يمكن أن تتحول إلى اللون الأبيض.
الإفرازات الغير طبيعية في مرحلة النفاس
قد تظهر لدى بعض النساء إفرازات غير طبيعية خلال فترة النفاس، مما يستدعي ضرورة استشارة طبيب مختص،من العلامات التي تشير إلى عدم طبيعية الإفرازات ما يلي
1- لون السائل
عادة، يكون اللون الطبيعي للإفرازات مهنيتي في بداية النفاس هو الأحمر، ثم يتحول تدريجيًا إلى اللون الأبيض،في حال لوحظت إفرازات بيضاء منذ البداية، فهذا قد يدل على وجود مشكلة تستدعي الفحص الطبي.
2- رائحة السائل
يجب أن تكون رائحة الإفرازات خلال هذه المرحلة خفيفة أو معدومة،إذا كانت هناك رائحة كريهة، فهذا قد يكون مؤشرًا على التهاب، وخصوصًا إذا كانت الإفرازات صفراء اللون،لذلك، يجب استشارة الطبيب فورًا لتجنب أي مضاعفات صحية.
3- كثافة السائل
من الطبيعي أن تكون الإفرازات كثيفة في الأيام الأولى بعد الولادة، لكن إذا استمرت هذه الكثافة لفترة طويلة، قد يشير ذلك إلى وجود مشكلة مثل النزيف الحاد، مما يستدعي التدخل الطبي.
مراحل الإفرازات المهبلية خلال فترة النفاس
تمر الإفرازات المهبلية خلال فترة النفاس بمراحل مختلفة تتفاوت من حيث اللون والكثافة،من المهم فهم هذه المراحل لتحديد ما إذا كانت الإفرازات طبيعية أم لا
أولًا المرحلة الأولى وتستمر من يومين إلى أربع أيام
في الأيام المنصرمة بعد الولادة، تخرج إفرازات حمراء أو وردية تأتي نتيجة تساقط الدم وأغشية بطانة الرحم،يجب مراقبة هذه الإفرازات، وإذا استمرت لأكثر من أربعة أيام، يتعين على المرأة ة الطبيب.
ثانيًا المرحلة الثانية والتي تستمر حتى عشرة أيام بعد الولادة
تتحول الإفرازات إلى لون بني، وتكون كثافتها أقل، مما يشير إلى استئناف الجسم لعمليات الشفاء،يجب أن تظل المرأة في حالة مراقبة، ولجوء للطباء في حال تغير أي من الخصائص.
ثالثًا المرحلة الثالثة وقد تستمر تلك المرحلة حتى 6 أسابيع من بعد الولادة
تظهر الإفرازات البيضاء بسبب وجود الخلايا البيضاء والمخاط،تعتبر هذه المرحلة علامة على انتهاء فترة النفاس، حيث إذا توقفت الإفرازات تمامًا فهذا يعني شفاء الجسم.
نصائح الأطباء للنساء خلال فترة النفاس
للمحافظة على الصحة خلال فترة النفاس، هناك مجموع من النصائح الصحية التي تؤكد على أهمية التعامل بحذر
1- الحفاظ على نظافة المهبل
من الضروري الاهتمام بنظافة المنطقة، وغسل المهبل جيدًا بالماء الدافئ والصابون الطبي،يجب تجنب المواد التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة.
2- عدم القيام بحبس البول
يجب تجنب حبس البول، لأنه يضر بالصحة ويمكن أن يؤثر على فترة التعافي،الإكثار من استخدام الحمام يساهم في تحسين الصحة العامة.
3- الحرص على الرضاعة الطبيعية
تشير الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية تساعد في تقليل إفرازات الرحم من خلال تحفيز إفراز هرمون الأوكسيتوسين.
4- الحفاظ على الجسم بعيدًا عن الجفاف
يجب على المرأة شرب كميات كافية من الماء لتجنب الجفاف وتعويض السوائل المفقودة،الفواكه والخضروات تساعد في هذا أيضاً.
5- الحرص على تبديل الفوطة الصحية باستمرار
تعتبر الفوط الصحية القطنية مثالية للاستخدام في الأيام الأولى، مع الحرص على تغييرها لتفادي أي مشاكل صحية.
6- أخذ قسط كافي من الراحة والنوم
تحتاج المرأة إلى الراحة، حيث يلعب النوم دورًا مهمًا في التعافي،تجنب الإجهاد يساعد في تقليل الإفرازات غير الطبيعية.
علامات حدوث نزيف في فترة النفاس
تظهر علامات النزيف بعد الولادة في بعض الأحيان، ويجب مراقبة هذه العلامات بعناية
- استمرار الإفرازات الحمراء لأكثر من أربعة أيام بعد الولادة.
- تشبع الفوطة الصحية بسرعة بفترة زمنية قصيرة.
- الشعور بالدوار أو الإغماء بسبب فقدان الدم، مما يتطلب استشارة طبية فورية.
في النهاية، تعتبر فترة النفاس فترة حرجة في حياة المرأة، وقد تواجه العديد من التغيرات الجسدية والنفسية،التوعية والمراقبة الدقيقة تساعدان المرأة على التعامل مع التغيرات والانتهاء من الفترة بأمان وصحة جيدة.