منذ انتقاله من نادي الزمالك إلى الأهلي في صفقة مثيرة للجدل خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، أصبح إمام عاشور أحد الأسماء التي لا تغيب عن النقاشات في الأوساط الرياضية المصرية.
ورغم أن لاعب خط الوسط كان من أبرز النجوم في الزمالك، حيث قدم مستويات متميزة وحقق العديد من النجاحات، إلا أن انتقاله إلى الأهلي لم يكن سلس، بل فتح أمامه أبواب للأزمات المتعددة التي هددت مسيرته الاحترافية.
الأهلي يخطف إمام عاشور من الزمالك
وكان بداية خروج إمام عاشور من القلعة البيضاء، عندما قرر خوض رحلة الاحتراف في الملاعب الأوروبية، وكان مسئولي الأبيض يرفضون رحيله تمامًا كونه أحد أبرز لاعبي خط الوسط في مصر، إلا أن الأزمات المالية والحاجة لأموال الصفقة دفعت مجلس الإدارة وقتها لبيعه لنادي ميتيلاند الدنماركي بمبلغ يقترب من 3 ملايين دولار.
وبسبب خوف مسئولي الزمالك من من إمكانية عودة اللاعب عبر بوابة أحد الأندية المصرية، وضعوا شرطًا مهمًا قبل رحيله وهو عدم عودته للعب في مصر إلا في القلعة البيضاء، وقتها كان لعاشور تعليق شهير “أنا من صغري زملكاوي”، قبل أن يرفض البقاء في أوروبا لصعوبة التأقلم ويعود لمصر ويذهب للزمالك لعرض نفسه على الفريق، لكن مجلس الإدارة يرفض عودته ليتلقى عرضًا باللعب في الأهلي ليعود لمصر لكن بقميص الغريم التقليدي للزمالك.
الضغط النفسي والتوقعات العالية، إمام عاشور بالقميص الأحمر
ومنذ لحظة الإعلان عن انتقاله إلى الأهلي، وضعت جماهير النادي الأحمر على عاتق إمام عاشور آمالًا كبيرة، حيث كان يتوقع منه أن يكون أحد الأعمدة الرئيسية في خط الوسط، خاصة في ظل تاريخ الأهلي الحافل بالإنجازات وأسلوب لعبه المميز.
ولكن مع انتقاله من الزمالك، كان على عاشور أن يتعامل مع ضغط هائل لم يكن قاصر على جماهير الأهلي فقط، بل امتد إلى جماهير الزمالك التي اعتبرت هذا الانتقال “خيانة” لفريقها.
وربما تكون الضغوط النفسية الكبيرة التي تعرض لها عاشور نتيجة لهذا التغيير المفاجئ قد أثرت على أدائه الفني داخل الملعب، فقد وجد نفسه مطالبًا بتقديم مستويات مماثلة لما قدمه مع الزمالك، وسط توقعات ضخمة بأن يكون “البطل الجديد” في الأهلي، وهو ما جعل التكيف مع الوضع الجديد صعبًا.
الأهلي يقلب الموازين في حياة إمام عاشور
كان إمام عاشور يتمتع بحرية كبيرة داخل الزمالك في التحرك داخل الملعب، وكان يشارك بفعالية في الهجوم بينما يؤدي واجباته الدفاعية بشكل أقل.
لكن في الأهلي، أسلوب اللعب مختلف تمامًا، فالأحمر يتبع أسلوب أكثر تحفظًا في بعض المباريات، مع تركيز أكبر على اللعب الجماعي والانضباط التكتيكي، وتلك الاختلافات كانت لها تأثيرات مباشرة على أداء عاشور، حيث فقد جزء من الحرية التي كان يتمتع بها في الزمالك.
وفي الأهلي، وجدت مهارات إمام عاشور في خلق الفرص الهجومية والتقدم للخطوط الأمامية بعض القيود، ما جعله يبدو أقل تأثيرًا في المباريات مقارنة بما كان عليه في الزمالك.
إمام عاشور وأزماته القضائية
وبالإضافة إلى التراجع الفني الذي عانى منه إمام عاشور، فإنه أصبح محط جدل مستمر بسبب مشاكله الشخصية والأزمات القضائية التي أثارت الكثير من النقاشات حوله في وسائل الإعلام.
وكان إمام عاشور حديث الشارع الرياضي في الفترة الأخيرة، بسبب أزماته القضائية، ودخوله في أكثر من خلاف خارج الملعب، وامتد الأمر لمشاكل وخناقات مع لاعبي الأهلي، وتوقيع غرامات مالية عليه، وفي السطور التالية يستعرض موقع الجمهور الإخباري أبرز تلك الأزمات.
عاشور واشتباكه مع الأمن في مول الشيخ زايد
واحدة من أولى الأزمات التي تعرض لها إمام عاشور في الأهلي كانت عندما اشتبك مع أحد أفراد الأمن في مول شهير بمنطقة الشيخ زايد والسبب فيها كانت زوجته.
ووقعت الحادثة أثناء وجود إمام عاشور في قاعة عرض سينمائي، حيث تم تبادل الشتائم بين اللاعب وفرد الأمن، قبل أن تنتهي المشادة بخروجه من المول بعد أن تطورت الأمور بشكل غير لائق.
خناقة المول، واقعة إمام عاشور في 6 أكتوبر
لم يكن هذا الحادث الوحيد الذي أوقع إمام عاشور في مشاكل قانونية، فقد تورط في مشاجرة داخل مول في 6 أكتوبر مع أربعة أشخاص من جنسية عربية، بعدما اعتقد أن أحدهم قام بمعاكسة زوجته.
وانتهت المشاجرة بتدخل الشرطة، لكنها كانت بمثابة دليل على توتر الحالة النفسية التي يمر بها اللاعب والتي تنعكس سلبًا على سلوكه خارج الملعب.
ماذا فعل عاشور في حفل زفاف مروان عطية؟
وشهد حفل زفاف زميله في الفريق مروان عطية حادثة أخرى أدت إلى تصاعد التوترات بين إمام عاشور وأحد الضيوف، بعد أن اعتقد عاشور أن الشخص كان يصور زوجته بشكل غير لائق.
وأثارت الحادثة جدلًا واسعًا في الشارع الرياضي، حيث تمت تهدئة الوضع بعد اعتذار عاشور للضيف، لكن مثل هذه الحوادث كانت تثير تساؤلات حول تصرفات اللاعب ومدى قدرته على السيطرة على انفعالاته.
عاشور يتطاول على قائد الفريق
ولم تقتصر أزمات إمام عاشور على خارج الملعب فقط، بل امتدت لداخله، فقد نشبت مشادة كلامية بينه وبين محمد الشناوي، قائد الفريق وحارس مرماه، بعد مباراة الأهلي وستاد أبيدجان الإيفواري في دوري أبطال إفريقيا.
ووقعت الحادثة عندما عبر عاشور عن استيائه من عدم مشاركته في التشكيلة الأساسية بشكل علني، وهو ما أثار غضب الشناوي، ليطالبه بالهدوء وعدم النقاش في مثل هذه المواضيع في الأماكن العامة.
ومع تصاعد المشادة، تدخل اللاعبون الآخرون لتهدئة الأمور، ولكن الأمر انتهى بتوقيع غرامة مالية على عاشور من قبل إدارة النادي قدرها مليون جنيه.
خناقة مران الأهلي تنتهي بـ 4 غرز
وأثارت مشادة أخرى بين عاشور وزميله عمر كمال عبد الواحد خلال تدريبات الفريق جدلًا كبيرًا حول تصرفات اللاعب، وبدأ الأمر بهزار بين اللاعبين حول أسبقية الدخول إلى الحمام بعد المران.
لكن انقلب الأمر وتحول الموقف سريعًا إلى مشادة تطور فيها الخلاف إلى عنف، حيث دفع عاشور عمر كمال عبد الواحد، مما أدى إلى كسر زجاج الباب وإصابة الأخير.
تأثير تعطل تألق إمام عاشور
التراكم المستمر للأزمات الشخصية والمشاكل الداخلية داخل الأهلي وضع إمام عاشور في مأزق حقيقي، فقد كان من المفترض أن يكون انتقاله إلى الأهلي بمثابة بداية جديدة له، ولكن الأحداث التي رافقت انتقاله كانت تجعل الأمر أكثر تعقيدًا من مجرد الاندماج في فريق جديد.
وتكرار الأزمات سواء على المستوى الشخصي أو داخل الملعب يهدد مستقبل اللاعب في النادي الأهلي، حيث يعتبر اللاعبون في الأندية الكبرى نموذجًا يحتذى به في السلوك داخل وخارج الملعب.
ومع استمرار تلك الأزمات، قد يجد إمام عاشور نفسه أمام تحديات كبيرة في الحفاظ على مكانه داخل التشكيلة الأساسية للفريق، ناهيك عن تأثير هذه الحوادث على سمعة النادي الأهلي بشكل عام.