تُعتبر مسألة يوم القيامة وما يتعلق بها من أهم الأحاديث والأسئلة التي تشغل بال المؤمنين في كل عصر وزمان،إن الاعتقاد بقدوم يوم القيامة يعد من المسلمات في الأديان السماوية، وقد غمَرَت هذه الفكرة الكثير من العلماء والمفكرين حتى اليوم،ومع تطور التكنولوجيا وانتشار المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت دعوات وشائعات تدعي معرفة موعد هذا اليوم، مما استدعى تدخل الهيئات الإسلامية لتأكيد ما جاء في الكتاب والسنة حول هذا الموضوع،سنقوم في هذا المقال بدراسة المسألة بشكل أعمق مع ذكر الأدلة من القرآن والسنة، وأهمية التحذيرات من التصديق بما يخالفها.
متى سيكون يوم القيامة
يعتبر المؤمنون أن يَوْمُ القيامة هو من الأمور الغيبية التي استأثر الله تعالى بعلمها، حيث لا يعرف أحد سواه متى سيأتي هذا اليوم،في الكتاب، نجد آيات تؤكد ذلك، فقد قال الله تعالى “يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ” (الأحزاب 63)،هذا يوضح أن الحديث عن موعد هذا اليوم هو حديث لا طائل من ورائه، وبدلاً من ذلك يجب أن ينصَبَّ جهد المؤمنين على العمل الصالح والتحضير للآخرة.
يوم القيامة في السنة الشريفة
جاءت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على أن علم يوم القيامة لا يخرج من نطاق علم الله تعالى، مثلما ورد في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال “مَفاتِحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لا يَعْلَمُها إلَّا اللَّهُ، ولا يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا اللَّهُ” (صحيح البخاري 4697)،وهذا الحديث يكرّس الفكرة القائلة بأن معرفة موعد القيامة من الغيبيات التي لا يمكن لأحد أن يتنبأ بها، ويجب على المؤمنين التوجه إلى الطاعات والعبادات بدلاً من الانشغال بما لا يعرفونه.
حكمة خفاء يوم القيامة
العديد من الفقهاء والمفسرين يرون أن حكمة الله تعالى في إخفائه لموعد القيامة تعود إلى ضرورة تهيئة العباد ليكونوا في حالة خشية دائمة، مما يدفعهم إلى العمل الصالح،فقد جاء في القرآن الكريم “إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا” (طه 15)، وهذا يشير إلى أن علم هذا اليوم في علم الله وحده، وأنه يُحسن عباده ليكونوا مستعدين لملاقاة ربهم،لذلك يجب أن ينصبّ اهتمام الأمة حول الأعمال التي تزيد من حسناتهم.
علامات يوم القيامة
بلوغ الوعي حول علامات الساعة من الأمور المهمة، فعلى الرغم من أن موعدها غير محدد، إلا أن الله عز وجل أشار إلى بعض العلامات الواضحة التي تدل على اقتراب يوم القيامة، حيث قال “اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ” (القمر 1)،وقد أوضح النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعض العلامات التي يمكن رصدها مثل الفتن والفساد وكثرة الحروب،تتجلى الحكمة من معرفتنا بهذه العلامات في تكثيف الجهود لرفع مستوى الوعي الديني والحرص على الأعمال الطيبة.
إجمال بعد تفصيل
في ختام هذا البحث، نجد أن موضوع يوم القيامة هو موضوع عظيم يستوجب الدراسة والتمعن،وكما أقرّ الفقهاء لا يمكن لأحد أن يعرف متى سيكون يوم القيامة، وهي من المسائل الغيبية التي اختص الله تعالى بعلمها،يتوجب علينا كمسلمين أن نبذل جهدنا في الأعمال الصالحة ونستعد لهذا اليوم، بدلاً من الانشغال بمناقشة مواعيده،ينبغي أن يكون العمل الصالح والإيمان القوي هما العبرة الحقيقية في حياتنا.