شفيت من اختلال الأنية بالتجاهل: رحلتي الملهمة نحو السلام الداخلي واستعادة الهوية الحقيقية

اختلال الآنية هو حالة نفسية معقدة تؤثر على وعي الشخص وإدراكه لواقعه،يشعر المصاب بقدرة محدودة على التفاعل مع الأحداث اليومية، مما يسبب له شعورًا بالانفصال عن ذاته،إن فهمنا لطبيعة هذا المرض وتجاربه يمكن أن يساهم بشكل كبير في التعامل معه،في هذا المقال، سأستعرض تجربتي الشخصية مع اختلال الآنية وكيف تمكنت من التغلب عليه، كما سأوضح أساليب العلاج المختلفة التي يمكن أن تساعد الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة.

شفيت من اختلال الآنية بالتجاهل

مرت تجربتي مع اختلال الآنية بفترة من الشكوك والتساؤلات،عانيت من تجربة مأساوية كانت تشبه كابوسًا لا ينتهي، حيث كنت أشعر وكأنني في جسد شخص آخر،هذه الحالة تسببت لي في شعور مكثف من التشوش الفكري وغياب الاستقرار العاطفي،في الوقت الذي كنت أبحث فيه عن مساعدة طبية، نصحتني صديقة بتجاهل الأعراض وعدم التركيز عليها، وهو ما ساعدني على التخفيف من وطأة هذا الأمر.

عندما بدأت بتجاهل ما كنت أشعر به، بدأت الأعراض تتلاشى تدريجياً،لم أكن بحاجة للذهاب إلى الأطباء النفسيين أو الخضوع للعلاجات المعقدة، بل اكتشفت أن التجاهل كان له تأثيرات إيجابية على حالتي،على الرغم من أنني شعرت بالإحباط في البداية، فإن تلك الوسيلة البسيطة كانت هي المفتاح نحو الشفاء.

علاج الآنية بالتجاهل

خلال تلك الفترة، لم أكتف بالتجاهل فقط، حيث اكتشفت العديد من أساليب العلاج الأخرى التي تساعد في تجاوز الآنية،كان العلاج النفسي أحد الخيارات المتاحة، إلا أنني وجدت أن وسائل أخرى ترتبط بالعلاج السلوكي المعرفي كانت لها فعالية أكبر،في هذا السياق، يجب فهم كيفية عمل العلاج السلوكي وكيف يمكن أن يسهم في تحسين الحالة النفسية للفرد.

1- العلاج السلوكي المعرفي

يعتبر العلاج السلوكي المعرفي واحدًا من الأساليب الأكثر فعالية في معالجة اختلال الآنية،يركز هذا النوع من العلاج على إعادة تشكيل الأفكار والسلوكيات السلبية التي تؤدي إلى تدهور الحالة النفسية،يمكن تحقيق ذلك من خلال تمارين عملية تعزز من الوعي الذاتي لدى المريض.

فمثلًا، يُمكن استخدام تقنيات مثل الإمساك بمكعب ثلج للشعور بالبرد، مما يساعد على تعزيز الاتصال بالواقع الحي،كما أن سماع الموسيقى بصوت واضح يمكن أن يُعيد تركيز المريض ويجعل له إدراكًا أفضل لمحاطته،هذه الأمور تمثل جزءًا من استراتيجيات العلاج التي تعزز من قدرة الشخص على التعامل مع اختلاله.

2- العلاج النفسي

يدخل العلاج النفسي في معالجة اختلال الآنية بشكل جوهري، حيث يساعد المريض على التعرف على مشاعره وأفكاره بشكل أفضل،الأطباء النفسيون يعملون مع المريض لتحديد المحفزات التي تؤدي إلى تفاقم الأعراض ويساعدونه في التعرف على كيفية التعامل معها بدون نبذ واستسلام.

3- استخدام حركات العين

هناك بعض الأساليب الأخرى مثل الحركة العينية، والتي تعتبر من الطرق الفعالة،يتطلب هذا العلاج من المريض تحريك عينيه في اتجاهات معينة تحت إشراف مختص، وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحًا ملحوظًا في مساعدة المرضى على التغلب على مشاعر الانفصال.

4- علاج السلوك الجدلي

سلطة السلوك الجدلي تكمن في الفهم العميق للمرض، حيث يجب على المعالج والمريض العمل معًا لتحديد الطرق الفعالة للتفاعل مع المشاعر وصدمات الماضي، مما يعيد الأمل للمريض في تقبل نفسه.

5- العلاج بالدواء

في حالة اختلال الآنية، قد يكون للأدوية دور رئيسي في تقليل الأعراض المزعجة مثل القلق والاكتئاب،على الرغم من أنني لم أستخدم الأدوية في تجربتي، فإنني أعي أهمية هذا النوع من العلاج لكثير من المرضى الذين يحتاجونه.

6- العلاج بالتنويم المغناطيسي

قد يفيد العلاج بالتنويم المغناطيسي في حالات معينة، حيث يؤدى إلى حالة من الاسترخاء والتركيز،هذه الحالة قد تساعد وتجعل المريض قادرًا على التواصل مع عقله الباطن وفهم مشاعره بشكل أعمق.

7- وسائل علاجية أخرى

إضافة إلى كل ما سبق، هناك تقنيات أخرى مثل العلاج بالموسيقى والفنون، التي قد تعزز من قدرة الشخص على التعبير عن نفسه بطريقتها المرحة،يجب أن تكون هناك أيضًا توجيهات للعائلة والأصدقاء لمساعدتهم على فهم طبيعة الحالة النفسية للمريض.

أعراض مرض اختلال الآنية

الأعراض التي مررت بها خلال إصابتي باختلال الآنية كانت محيرة، حيث تتفاوت بين شعور بالتجرد من الذات وصعوبة في إدراك الواقع،لقد أفادني فهم تلك الأعراض بشكل أكبر، حيث ساعدني على التعرف على ما كنت أواجهه بشكل أفضل.

أولًا أعراض تبدد الشخصية

  • يشعر المريض وكأنه خارج جسده، كأنه يتابع حياته من بعيد.
  • يفقد الشخص السيطرة ويحس بأنه شخص غريب على نفسه.
  • يصاحب ذلك خمول جسدي وعقلي، وفقدان القدرة على التحكم بالحواس.
  • تنقصه الحماسة والرغبة في التواصل مع البيئة المحيطة.
  • قد يحدث هنالك بعض التغيرات في تصور الجسم، مما يزيد من الأحساس بالانفصال.
  • يمر بفترة من الرغبة العاطفية المتزايدة، التي قد تكون مربكة.

ثانيًا أعراض الغربة الواقعية

  • تظهر صعوبة واضحة في إدراك العالم المحيط بالمريض.
  • يشعر وكأن هناك حاجز زجاجي يفصل بينه وبين الحياة.
  • ينتابه شعور بأن العالم غير حقيقي، مما يؤدي إلى اضطراب في تقدير المسافات.
  • يعاني من عدم القدرة على فهم الوقت بوضوح.

أسباب الإصابة باختلال الآنية

توجد العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى الإصابة باختلال الآنية، وقد ساهم بعضها في حالتي، كما أوضح لي الأطباء،من المهم التعرف على هذه العوامل لتفاديها في المستقبل.

  • استجابة غير طبيعية للنظام العصبي للمشاعر.
  • الإصابة باضطرابات عقلية مثل انفصام الشخصية.
  • التعرض للعنف أو الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة.
  • تنشيط مشاعر الخوف والقلق بسبب التجارب السلبية.

يجب أن نتذكر أن اختلال الآنية هو حالة تحتاج إلى متابعة دقيقة، وأي علامة للإصابة تتطلب التوجه لاستشارة مختص،من خلال تجربتي، أستطيع أن أقول إنني شفيت من اختلال الآنية بالتجاهل، ولكن توعية ودعم الأسرة يلعبان دورًا مهمًا في هذا الطريق.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *