تعتبر علامات الموت واحدة من الموضوعات التي تثير تساؤلات عديدة في نفوس البشر، حيث يعتبر الموت نصيبًا لكل نفس، وقد يرسل الله تعالى مجموعة من العلامات التي تنذر بقدومه،تتعدد الأحاديث التي تتحدث عن هذه العلامات، وما إذا كانت لها دلالات معينة يجب أن ننتبه لها،إن إدراك هذه العلامات قد يعين الأفراد على الاستعداد لجولة جديدة من الحياة بعد الموت، مما يجعل فهمها أمرًا في غاية الأهمية للسير على الطريق الصحيح.
ثلاث علامات يرسلها الله قبل الموت
تظهر بعض العلامات التي يمكن أن تشير إلى قرب الأجل، وبرغم أن هذه العلامات ليست آلية دقيقة لتحديد موعد الموت، إلا أنها قد تحمل دلالات مهمة،فعلى سبيل المثال، يعدّ وفاة شخص قريب أو معرفة للمرء واحدة من العلامات التي قد تنبهه إلى اقتراب وفاته،وهذا ما وضحه ملك الموت عندما زار سيدنا داود، حيث ذكّر الملك داود بضرورة الاستعداد.
قيل إن ملك الموت دخل على داود؛ فقال من أنت فقال من لا يهابُ الملوك، ولا تمنع منه القصور؛ ولا يقبل الرُّشا،قال إذن أنت ملك الموت؛ قال نعم، قال أتيتني ولم أستعدَّ بعد قال يا داود أين فلان قريبك، أين فلان جارك قال مات،قال أما كان لك في هؤلاء عبرةٌ لتستعد
علامة أخرى تشير إلى قرب الأجل هي تغير لون الشعر، حيث يميل الشعر الداكن إلى البياض، وهو ما يجسد تغيرات جسدية مرتبطة بتقدم العمر،وقد رُوي عن يعقوب عليه السلام أنه كان يتلقى زيارات من ملك الموت، وفي إحدى هذه الزيارات طلب منه أن يزوده بمؤشرات تدل على قرب أجله.
يُروى في أخبار بني إسرائيل أن يعقوب عليه الصلاة والسلام كان مؤاخيًا ملك الموت، وكان من عادة المَلَك زيارته بين الحين والحين.،وذات يومٍ قال نبي الله يعقوب عليه السلام يا ملك الموت أزائرًا جئت، أم قابضًا روحي فقال المَلَك جئت زائرًا،قال يعقوب عليه السلام لي عندك رجاء… فقال المَلَك وما هو قال يعقوب عليه السلام أن تُخبرني إذا دنا أجلي، وأردت أن تقبض روحي… فقال المَلَك نعم.،سوف أُرسل لك نُذُرًا من رسولين أو ثلاثة…
قال يعقوب عليه السلام أوَ لستَ كنت أخبرتني أنك سترسل لي رسولين أو ثلاثة قبل زيارتك هذه.،قال ملَك الموت قد فعلت.،أرسلت لك ثلاثة رسل بياض شعرك بعد سواده… وضعف بدنك بعد قوّته… وانحناء ظهرك بعد استقامته… هذه رسلي يا نبي الله لأولاد آدم قبل زيارتي لهم.
رسائل الله للمؤمنين تشير إلى ضرورة التذكر والاستعداد الدائم،وقد يعتقد البعض أنهم لن يشعروا بهذه العلامات، لكن يجب أن نعي أن الحياة تنزلق بسرعة، ولا يعلم الفرد متى سيحل الأجل،إن التحذيرات التي يُرسلها الله من خلال هذه العلامات ينبغي أن تجعل الجميع أكثر وعيًا بمسؤولياتهم في حياتهم.
هل يشعر الشخص باقتراب أجله
قد يواجه بعض الأشخاص تغييرات غير متوقعة في نمط حياتهم، مثل تغير عادات النوم أو رؤى معينة في الأحلام،وهذه التغيرات قد تعكس حالة قلق أو توتر تتعلق بالمستقبل،وفي ذات السياق، يرتبط الإحساس بوجود الملائكة باللحظات الأخيرة للحياة، وليس قبلها بوقت طويل، حيث يكون الموت في ذات الوقت الفاصل الذي يجعل الفرد في حالة من الاستعداد الروحي.
ومع ذلك، نجد عدم إمكانية تحديد موعد معين لحدوث الموت، حتى من قبل الأطباء الأكثر تخصصًا، لذلك يجب على الفرد أن يعيش بوعي وإدراك، ويفكر في الأفعال التي يستدعيها للقيام بها خلال حياته.
قال الإمام ابن باز إن الشريعة الإسلامية لم يرد بها أي شيء يشير على وجود علامات تبين موت صاحبها، وهذا لم يذكر في الحديث أو السنة أو القرآن. وبالتالي يجب أن نفهم أن الإيمان بأوقات ختم الحياة هو أمر يتجاوز التوقعات الأمنية،وفي نفس الوقت، فإن السر في العيش الجيد يكمن في الاستفادة من الفرص المتاحة في الحياة.
أعراض عامة تنذر بقرب الوفاة
هناك إشارات عامة ومحاولات سريرية تشير بشكل كبير لقرب الوفاة،أحد هذه الإشارات هي ال الملحوظة في ساعات النوم، حيث يبدأ المريض في الرغبة في النوم بشكل متزايد،وهذا بدوره يكون علامة تدل على قرب الانسحاب من العالم.
أيضًا، يمكن أن تشمل هذه العلامات انخفاض الشهية للطعام والشراب، مما يجلب الشعور بالوهن وضعف القدرة الجسدية،فتدهور الصحة الجسدية يحدث في أغلب الأحيان في الأشخاص أكبر سناً، وقد نرى علامات على الانسحاب والمحتوى النفسي يحدث في هذه المرحلة.
الابتعاد عن الأحاديث الاجتماعية والتمتع بمزيد من العزلة يعتبر أيضًا علامة على اقتراب النهاية،بالإضافة إلى ذلك، نجد أن هناك دلائل على برودة الأطراف نتيجة نقص تنشيط الدورة الدموية في الجسم.
كما يمكن أن تُلاحظ حالة من الضعف العام في الجسم مصحوبة بشعور دائم من الألم، وهذا الألم يمكن أن يكون نفسيًا أو جسديًا ويحتاج لدعم طبي وفكري مناسب.
علامات حضور ملك الموت
عندما يحين وقت التضحية بالروح، تظهر علامات جسدية واضحة، مثل شخوص البصر،قد يشير الشخص المقترب من وفاته إلى تغيرات عصبية كمثل الميل الجانبي للجسم،كل تلك التأثيرات تعكس بداية الرحيل، وعندما يظهر ملك الموت، يجب أن نكون مستعدين لما سيأتي من تعديلات روحية وتجارب جديدة.
إن فهمنا لهذه العلامات يسمح لنا بالتحضير لهذا اليوم، مما يجعل أعمالنا وأقوالنا ذات قيمة وأثر،يجب أن نتذكر أننا أمام مرحلة دائمة، وأن الأيام تمر بسرعة، لذا علينا دائمًا أن نبذل الجهود للعيش بحكمة وتفهم، واتخاذ الخطوات اللازمة للاستعداد للمستقبل.