يعتبر الدعاء من وسائل التضرع إلى الله -سبحانه وتعالى- خاصة في الأوقات التي يختبر فيها المؤمن بمرض أو ألم،إن الاعتقاد بأن الدعاء يؤدي إلى الشفاء هو أمر يتجذّر في قلوب المسلمين، حيث يرون أن الله قادر على كل شيء،وبالتالي، يجب على المؤمنين أن يحافظوا على إيمانهم ويطلبوا العون من الله، مع معرفة أن الدعاء هو شكل من أشكال العبادة،في هذا المقال، سنستعرض أهم الأدعية لتحقيق الشفاء ودعاء جبر العظام بشكل خاص.
دعاء جبر العظام
من المعروف أن الدعاء يشكل جزءًا أساسيًا من حياة المسلم اليومية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصحة والشفاء،يعتبر الدعاء وسيلة لطلب الشفاء للنفس ولغيرها من الأمراض والأوجاع،فبينما قد يجد البعض صعوبة في العلاج الدوائي، يجد آخرون solace in دعاء الله، إذ يُعتقد أنه يستطيع تحقيق المعجزات،لذا، إذا كنت تشعر بالمعاناة، فلا تتردد في التوجه إلى الله بالدعاء، وهو القادر على إزالة الألم واستعادة الصحة.
ومن بين الأدعية التي تُستخدم لجبر العظام وتعزيز الصحة، يمكن الاستعانة بالعبارات التالية
- “اللهم يا رب المعجزات، يا رب المستحيلات، يا من تحيي العظام وهي رميم، أسألك اللهم أن تداوي مرضانا، وألا ترينا فيهم ما يشقينا،كذلك اللهم إني أسألك أن تحفظه من كل سوء، وأن تجنبه كل مرض، عز علي مطلبي وهو عليك هين يا كريم”.
- “اللهم إنهم الآن بين يديك فأشفهم اللهم شفاء لا يُغادره سقم، وردهم إلينا سالمين”.
- “يا رب يا من لا يُعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، أسألك أن تشفي مريضنا وأن ترد له عافيته، يا رب ضاقت بنا السبل، وغُلقت في وجوهنا الأبواب، وأنت وحدك القادر على كل شيء”.
- “يا من تحيي العظام وهي رميم أحيي العافية في بدن كل مريض اللهم يا مغيث أغثنا، اللهم أشفِه من كل سوء وسقم، وعافه وأعف عنه، ولا ترينا فيه بأس يشفينا”.
- “اللهم ألبسه ثوب الصحة والعافية، ورد إليه صحته يا رب العالمين، واجعل اللهم مرضه في ميزان حسناته، اللهم إن الأمر لم يعد بأيدينا الآن، فعجزت الأطباء عنه، وأنت وحدك القادر على أن تشفي مريضي من كل ما يُصيبه وأن ترد له عافيته وتبعد عنه الأسقام”.
يمكن أن يمثل المرض اختبارًا قويًا يقدم للعبد فرصة للتفكر والتأمل في نعمة الصحة،يجب أن نتذكر أن الصبر على هذا الابتلاء يعتمد على الإيمان بالقضاء والقدر،مع ذلك، يجب أن يكون لدينا دائمًا في قلوبنا الدافع نحو الدعاء، مدركين أن الأوقات الصعبة هي أوقات للتقرب إلى الله.
أدعية عند الألم من السنة النبوية
تحتوي السنة النبوية على كنوز من الأدعية والأذكار التي تُساعد في الشفاء من الأمراض،إذ يقدم لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- نماذج للأدعية القلبية التي يمكن أن تُعين المسلم عند الشدائد،تحث هذه الأحاديث على ضرورة الدعاء والإيمان بأن الله هو الشافي، ولذلك فالدعاء يعتبر من أهم العوامل التي تساعد في التخفيف من الآلام.
بعض الأحاديث التي تتعلق بالدعاء للشفاء هي كالتالي
- عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه أنه اشتكى إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وجَعًا يجده في جسده منذ أن أسلم، فقال رسول الله “ضع يدَك على الذي تَأَلَّم من جسدك، وقل بسم الله، ثلاثًا، وقل سبعَ مرات أعوذ بعزة الله وقُدرته من شرِّ ما أجد وأُحاذر”.
- عن عائشة رضي الله عنها أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان إذا اشتكى الإنسان الشيءَ منه، أو كانت به قُرحة أو جُرح، قال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بإصبعه هكذا “بسم الله، تُربةُ أرضنا، بريقُه بعضنا، يُشفى سقيمُنا، بإذن ربِّنا” (صحيح مسلم).
- عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال “مَن عَاد مريضًا، لَم يحضر أجَله، فقال عنده سبع مرات أسألُ الله العظيم ربَّ العرش العظيم، أن يَشفيكَ، إلاَّ عافاه الله من ذلك المرض”.
- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم قال قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم “إذا جاء الرجل يعود مريضًا، فليقل اللهمَّ اشفِ عبدك؛ يَنكَأ لك عدوًّا، أو يمشي لك إلى صلاة”.
دعاء لتخفيف الألم للمريض
يجب أن يتذكر الناس دائمًا أن الإيمان هو أساسي لشفاء المرضى،خاصة عندما لا تنجح الأدوية أو العلاجات في تخفيف الألم، يحتاج المريض إلى رعاية إضافية عبر الدعاء والتوجه إلى الله،من المهم أن يكون الدعاء عامًا، ولا يقتصر على عبارات معينة، فيمكن للمؤمن أن يعبر عن احتياجاته وآماله بأفضل صورة ممكنة.
هنا بعض الأدعية التي يمكن ترديدها عند الألم
- “اللهم رب الناس، اشفني وعافني، ومتعني بالصحة والعافية، ولا تحوجني يا ربنا لأحد سواك”.
- “اللهم ضاع الأمل وأنت رجائي، وقل الناصر وأنت ملجئ، اللهم اشفني شفاءً تامًا لا يغادر سقماً بفضلك يا رب العالمين”.
- “اللهم إن كان شفائي من الأمراض في السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان بعيداً فقربه، وإن كان عسيرًا فيسره، وإن كان صعباً فسهله برحمتك يا أرحم الراحمين”.
- “اللهم ربنا لك ولك الشكر على كل شيء، وفي كل حال، فأنا عبدك، وأنت ربي لا إله إلا أنت، اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني، ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم يا رب العالمين أستر عوراتي، وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي”.
- “اللهم ارزقني في مرضي هذا الرضا بك وعنك، اللهم رضني بقضائك حتى لا أريد تعجيل شيئاً أخرته، ولا تأخير شيئًا عجلته سبحانك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك”.
- “ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين”.
أدعية مستجابة لشفاء العظام
من المعروف أن القرآن يحتوي على شفاءٍ شامل لكل أمراض،من الآيات التي يمكن تلاوتها والدعاء بها للشفاء من الأمراض الجسدية والنفسية، دائمًا ما تكون مستجابة بفضل الله،يمكن للمؤمن استخدام الآيات التالية كمصدر لتشجيعهم على الشفاء
- آيات من سورة يس في قوله سبحانه وتعالى “وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ* قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم”.
- سورة المؤمنون في قوله سبحانه وتعالى “ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ”.
- سورة الزمر الآية رقم (53) في قوله سبحانه وتعالى “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ”.
- سورة البقرة آية رقم (259) في قوله سبحانه وتعالى “أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير”، يتم ترديدها ثلاث مرات.
- “نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا”.
- سورة الإسراء الآية الكريمة رقم (49) في قوله جل وعلا “وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا”.
- سورة مريم الآية رقم (4) في قوله سبحانه وتعالى “قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا”.
- سورة الطارق الآية رقم (7) في قوله سبحانه وتعالى “يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ”.
- سورة ص الآية الكريمة (41) في قوله جل وعلا وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ”.
- سورة القمر (10 11) في قوله سبحانه وتعالى “فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ، فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ”.
- سورة الأنبياء الآية رقم (83) في قوله جل وعلا “وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين”.
دعاء لشفاء المريض
إن قدرة الله وسعة رحمته لا تقتصر على الشفاء من الأمراض ودعاء جبر العظام، بل تشمل جميع الأمور الحياتية،يأتي دور الدعاء في تعزيز الأمل والتفاؤل في قلوب المرضى،لذا يجب أن يدرك الشخص أن الإغاثة تمنح من الله في الوقت الذي يراه مناسبًا،لذلك، استمر في الدعاء، وكن مؤمنًا بأن الشفاء قادم بإذن الله.
- “اللهمّ ألبسه ثوب الصحّة والعافية عاجلًا غير آجل يا أرحم الراحمين، اللهمّ اشفه، اللهمّ اشفه، اللهمّ اشفه، اللهمّ آمين،اللهم اشفه شفاءً ليس بعده سقما أبدًا، اللهمّ خذ بيده”.
- “اللهمّ احرسه بعينيك الّتي لا تنام، واكفه بركنك الّذي لا يرام، واحفظه بعزّك الّذي لا يضام، وأكلاه في الليل وفي النّهار، وارحمه بقدرتك عليه، أنت ثقته ورجاءه يا كاشف الهم، يا مفرج الكرب، يا مجيب دعوة المضطرّين،بسم الله أرقيك من وساوس الصّدر وشتات الأمر، من الأمراض والأوهام، ومن نزغات الشّيطان ومن الأسقام، ومن الكوابيس ومن مزعجات الأحلام”.
- “أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وهمزه،اللهمّ إنّا نسألك بكلّ اسمٍ لك أن تشفيه، يا إلهي، اسمك شفائي، وذكرك دوائي، وقربك رجائي، وحبّك مؤنسي، ورحمتك طبيبي ومعيني في الدّنيا والآخرة، وإنّك أنت المعطي العليم الحكيم،أسألك اللهم أن تشفيه، لا ضر إلا ضرك، ولا نفع إلا نفعك، ولا ابتلاء إلا ابتلاؤك، ولا معافاة إلا معافاتك، أنت الحي القيوم”.
تشكل دعاء جبر العظام والأدعية الأخرى مصدرًا كبيرًا للتخفيف من الألم ومواجهة التحديات الصحية،إن أهمية الإيمان وتكرار الدعاء لا يُمكن تجاهلها،يشعر كثيرون بالهدوء عندما يتوجهون إلى الله بالطلب والاستغفار، ويدركون أن رحمة الله أكبر من أي ألم يمكن أن يتعرضوا له.
أدعية للنفس بالشفاء
في ختام هذا المقال، يتوجب علينا أن نتذكر أن الدعاء لا يقتصر فقط على طلب الشفاء للآخرين، بل يجب أن يكون لدينا القدرة والثقة في الدعاء لأنفسنا كذلك،فجوهر الدعاء يكمن في الإخلاص في النية والإيمان بأن الله قريب من الذين يدعونه،وفي هذه السطور، سنقدم بعض الأدعية التي يمكن استخدامها للدعاء للنفس عند الإصابة بالمرض
- “أفوض أمري إلى الله، والله بصير بالعباد، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ربنا الله الذي في السماء، تقدّس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء، اجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا خطايانا، أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من رحمتك، وشفاءً من شفائك على هذا الوجع فيبرأ”.
- “بسم الله أرقي نفسي من كلّ شيء يؤذيني، ومن شر كلّ نفس أو عين حاسد، بسم الله أرقي نفسي الله يشفيني، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلّا بالله”.
- “اسألك اللهم ربي أن تشفيني وتخفف عني مرضي وتفتح لي أبواب الرزق، واجعل لي ذلك المرض هو سبب دخول جنتك واغفر لي ذلتي وتجاوز عن سيئاتي وارزقني جنتك بدون حساب ولا سابق عذاب أسألك اللهم من فضلك ومن جودك وكرمك أن تمن على بنعمة الصحة والعافية وتشفيني مما أصابني”.
ختاماً، فإن المرض هو جزء من هذه الحياة وقد يعتبر أحد الابتلاءات التي يُختبر بها الإنسان لاختبار إيمانه وصبره،لذا فإن الدعاء هو الملاذ الآمن والنور الذي يُنير درب المؤمن في أحلك الظروف،تذكروا أن الله قريب، وهو يستجيب للدعاء، فكونوا دائماً على ثقة في أن رحمة الله واسعة وأنها ستنال مرضاكم.