تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية في البطن كانت رحلة مليئة بالتحديات والمعاناة، حيث واجهت الكثير من الألم والقلق قبل أن أتمكن من التغلب على المرض،لم أكن على دراية كافية بأعراض هذا المرض الخبيث، مما زاد من توقعاتي الخاطئة حول حالتي الصحية،ولذلك، قررت أن أشارك تجربتي بالتفصيل، لعلها تفيد الآخرين الذين قد يمرون بمواقف مشابهة، وتكون إنذارًا مبكرًا لهم للاهتمام بأعراضهم الصحية،هذه القصة ليست فقط عن الألم، بل أيضًا عن القوة والإرادة.
تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية في البطن
أنا معلمة ولدي ثلاثة أطفال، مما جعلني أكون نشيطة جدًا في حياتي اليومية،لذلك، عندما بدأت أشعر بألم غير عادي في منطقة الظهر ورافقته حالة من الإرهاق، لم أكن أعتقد أن هناك ما يستدعي القلق،فقد كنت أظن أن هذه الأعراض مجرد تعب ناتج عن انشغالي بالمدرسة وتربية الأطفال، خاصةً أنني كنت ما أزال في مقتبل العمر،لكن للأسف، استمررت في تجاهل الأمور واعتقدت أنني سأتحسن مع مرور الوقت.
مع مرور الأسابيع، بدأت ألاحظ فقدان الوزن بشكل مفرط، لكنني كنت أفضّل أن أعتبر ذلك نتيجة للتمارين الرياضية التي كنت أمارسها بانتظام،لم أكن أدرك أن هناك شيئًا غير طبيعي يحدث داخل جسمي،بعد عدة شهور، ظهر في بطني كتلة غير عادية في الجانب الأيسر، مما أثار قلقي ودفعتني للذهاب إلى الطبيب.
عندما زرت الطبيب، طلب مني إجراء بعض الفحوصات، بما في ذلك فحص دم والأشعة المقطعية،كانت اللحظات التي انتظرتها حتى أسابيع النتائج محملة بالتوتر والقلق،وفي نفس الوقت، تحدثت مع أصدقائي وعائلتي حول ما كنت أشعر به،لكن حالة القلق كانت مستمرة حتى تلقيت اتصالاً من مركز الأشعة يخبروني بأن النتائج أظهرت وجود كتلة قريبة من الطحال والغدد الليمفاوية.
بعد ة النتائج مع الطبيب، تم تشخيصي بسرطان الغدد اللمفاوية، الأمر الذي صدمني بشدة،لم أستطع تصديق أنني سأصبح جزءًا من هذه الإحصائيات لعالم السرطان،كان هذا أحد أصعب الأخبار التي تلقيتها في حياتي التي امتدت لثمانية وثلاثين عامًا،لحسن الحظ، أوضح لي الطبيب الخيارات العلاجية المتاحة والمراحل المختلفة التي قد أتعرض لها خلال هذه الرحلة.
أسباب الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية
بعد معرفتي بمرض السرطان، بدأت أبحث عن الأسباب المحتملة للإصابة به، خاصةً أن عائلتي لم يكن لديها تاريخ مرضي،ومن خلال بحثي، اكتشفت أن هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض، بما في ذلك
- التقدم في العمر.
- العوامل الوراثية.
- التعرض للعلاج الإشعاعي سابقاً.
- الإصابة ببعض الأمراض الفيروسية مثل التهاب الكبد.
- وجود أمراض مناعية.
- نقص المناعة.
- التعرض لكميات كبيرة من المواد الكيماوية والمبيدات الحشرية.
- التاريخ الشخصي لحالات السرطان.
أعراض سرطان الغدد الليمفاوية
عندما شعرت بأعراض المرض، ظننت أنني مررت بحالة عادية من التعب، لكنني اكتشفت أن هناك علامات خطيرة، أهمها
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم أو الحمى.
- الإعياء والإرهاق المستمر.
- تعرق ليلي غير طبيعي.
- تورم الغدد الليمفاوية في مناطق مثل الرقبة أو الإبط أو الفخذ.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- صعوبة في التنفس والسعال.
- حكة غير مبررة في مناطق مختلفة من الجسم.
تشخيص سرطان الغدد الليمفاوية
استمرار في رحلة التشخيص، استخدم الطبيب مجموعة من الفحوصات لتحديد حالتي بدقة،تم استخدام تقنيات مثل الأشعة السينية، التصوير بالرنين المغناطيسي، وفحص دم شامل،علمت أن كل فحص يلعب دورًا مهمًا في فهم مدى انتشار المرض وتحديد العلاج المناسب،كان التحليلات الدقيقة مطلبًا هامًا لاختيار العلاج الأمثل.
مراحل الورم الليمفاوي
أخبرني الطبيب أن سرطان الغدد اللمفاوية يمكن تقسيمه إلى أربع مراحل، وهي
1- المرحلة الأولى يصيب عقدة ليمفاوية أو منطقة واحدة.
2- المرحلة الثانية يصل إلى عقدتين ليمفاويتين قريبتين.
3- المرحلة الثالثة انتشار إلى عدة غدد ليمفاوية.
4- المرحلة الرابعة انتشار واسع يتجاوز العقد اللمفاوية بما في ذلك الأعضاء الأخرى مثل الكبد والرئتين.
أنواع سرطان الغدد الليمفاوية
عندما تم تشخيصي، اكتشفت أن هناك عدة أنواع من سرطان الغدد الليمفاوية، وفيما يلي بعض الأنواع الأكثر شيوعًا
- سرطان الدم الليمفاوي المزمن.
- سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين.
- سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكية.
طرق علاج سرطان الغدد الليمفاوية
عند تحديد نوع السرطان، بدأ الطبيب بتوضيح طرق العلاج التي يمكنني اتباعها،شملت العلاجات الكيماوية والعلاج الإشعاعي والعلاج بالأجسام المضادة،تم تحديد الخيار الأنسب بناءً على نوع السرطان وحالتي الصحية،التحسّن كان بطيئًا، لكن النتائج كانت مشجعة،الدعم المعنوي من العائلة والأصدقاء كان له تأثير كبير على معنوياتي خلال مرحلة العلاج.
تجربتي مع سرطان الغدد اللمفاوية كانت رحلة صعبة لكن ملهمة، علمتني الكثير عن قوة الإرادة وأهمية الحصول على الدعم والعناية الطبية،من خلال فحص الأعراض والتوجه للطبيب بسرعة، يمكن إنقاذ الحياة واكتساب الأمل في المستقبل،بينما تستمر رحلتي، أنا ممتنة لكل لحظة من هذه التجربة، وأتمنى أن تفيد قصتي الآخرين في مواجهة المرض.