تُعدّ سورة الأعراف من السور المكية المهمة التي تحظى بمكانة خاصة بين سور القرآن الكريم،يتناول هذا المقال تحليلًا وافيًا لأسباب تسميتها وما يُدعم ذلك من نصوص دينية إضافةً إلى فضائلها،نستعرض أيضًا الآراء الفقهية حول هذه السورة، والشروح المختلفة التي تتعلق بها، مما يعكس دورها في توعية المسلمين وتعزيز فهمهم لرسالة القرآن،يُظهر هذا البحث الأهمية العميقة لمعاني السورة وكيف تشكل جزءًا لا يتجزأ من التعاليم الإسلامية.
لماذا سميت سورة الأعراف بهذا الاسم
سورة الأعراف هي السورة رقم 7 في ترتيب سور القرآن الكريم، وتعتبر من السور الطوال حيث تحتوي على 206 آيات،وقد أكّد الفقهاء على أنّ السبب وراء تسميتها بهذا الاسم يعود إلى ذكر أهل الأعراف في سياق الآيات،يتجلى هذا المعنى في قوله تعالى
“وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46)”
هنا يتضح أن الأعراف تشير إلى الحجاب الفاصل بين الجنّة والنار،وقد ورد في تفسير الطبري أنّ هذا الحجاب يمثل السور الذي يفصل بين هؤلاء الذين استحقوا الجنة وأولئك الذين وقعوا في خطاياهم،بينما يأتي معنى الأعراف ليؤكد على وجود حالة من الانتظار بين عالم الخير وعالم الشر.
أسماء أخرى لسورة الأعراف
أطلق على سورة الأعراف أسماء أخرى في كتب التفسير، منها ما ورد في كتاب “بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز” للمؤلف محمد الفيروز آبادي، حيث ذكر أنّ السورة تُعرف أيضًا باسم “الميقات” وذلك بسبب ذكر ميقات سيدنا موسى عليه السلام، كما ورد في قوله تعالى
“وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (143)”
كذلك، تُعرف سورة الأعراف بسورة “الميثاق”، حيث تتناول موضوع الميثاق الإلهي الذي أخذه الله من بني آدم،وهذا الميثاق يعتبر من الأسس التي بُنيت عليها العلاقة بين الله وعباده، كما توضح قوله تعالى
“وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ (172)”
الصحيح في فضل سورة الأعراف
تتعدد الروايات التي تتحدث عن فضل سورة الأعراف، إلا أن القليل منها يُثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما يتعلق بنسبتها إلى السبع الطوال،فعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
- “مَن أخذ السَّبعَ فهوَ حَبْرٌ” (الجامع الصغير 8331)
أيضًا، أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن هذه السورة من ضمن السبع الطوال، حيث قال
- “أُعطيتُ مَكانَ التَّوراةِ السَّبعَ الطِّوالَ، وأُعطيتُ مَكانَ الزَّبورِ المِئينَ، وأُعطيتُ مَكانَ الإنجيلِ المثانيَ، وفضِّلتُ بالمفصَّلِ” (بداية السول 59)
سعيد بن الجبير هو أحد المفسرين الذين تناولوا القرآن، حيث أشار إلى سورة الأعراف عندما ذكر الحديث عن السبع المثاني، موضحًا أن منها هذه السورة المباركة
- سورة البقرة
- سورة آل عمران
- سورة النساء
- سورة المائدة
- سورة الأنعام
- سورة الأعراف
- سورة يونس.
خلاصة الموضوع في 4 نقاط
استعرضنا في هذا المقال تحليلًا شاملًا لأسباب تسمية سورة الأعراف، وخلصنا إلى النقاط التالية
- تعود تسمية سورة الأعراف إلى ذكر حال أهل الأعراف فيها.
- تُعدّ سورة الأعراف من السور الطويلة في القرآن الكريم.
- تحمل السورة أسماء أخرى مثل “الميقات” و”الميثاق”.
- هناك العديد من الأحاديث التي تُشير إلى فضل سورة الأعراف وأهميتها.
في الختام، يمكننا القول إن سورة الأعراف ليست مجرد نصوص دينية، بل هي دعوة للتأمل والتفكر في أعماق معاني القرآن الكريم،السورة تُبرز أهمية الرسالة الإلهية وتُعمق الفهم حول الفروق بين الحق والباطل،من خلال دراستها، يتحصل المسلم على دروس قيمة تعزز إيمانه وتوجهات حياته، لذا ينبغي أن تكون جزءًا من قراءة المسلم اليومية للتقرب إلى الله وفهم دينه بشكل أوضح.